حدثان كبيران يمكن أن أعتبرهما نقطتَي تحوُّل لصالح الكرة السعودية إذا ما تم التعامل معهما بمنهجية جماعية صافية النوايا. الأول منهما هو شفافية الأمير نواف بن فيصل في الحديث الذي جمعه مع الإعلاميين في أمسية صحيفة الرياضية، التي خدشها الأسئلة السطحية والمجاملات الساذجة لبعض الحضور، وكذا بعض الاقتراحات المضحكة. والثاني هو قرار الإدارة الهلالية بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد الموافقة على إعارة المهاجم ياسر القحطاني لنادي العين الإماراتي في مسار يكشف عمق الاحترافية ونضج التفكير واستقراء الواقع الصحيح دون مجاملات..! الأمير نواف بن فيصل حضر أمام الجميع؛ ليجيب عن أسئلة متاحة ومشروعة دون انتقاء واثقاً بعمله وممسكاً بمبدأ الشفافية والوضوح الذي لم يمنعه من تأكيد أن اتحاد الكرة عون للأندية لا فرعون عليها..!!
وبوصفي متابعاً لأحاديث وحوارات الأمير نواف أجده بوصفه قيادياً ممتعضاً من الكثير من التجاوزات الإعلامية الرياضية بالشكل الذي تصل إلى حد التجريح بمسؤول أو إداري أو حتى لاعب؛ لأنه يعتقد جازماً أن سبيل التطور لا بد أن يقترن بالتمسك بأبجديات العلاقة بين الجميع، وسنامها هو الاحترام المتبادل والثقة والكثير من التعاون للصالح العام.
اليوم نحن مطالبون بالوقوف مع أميرنا نواف؛ فهو جاد في تغيير واقع الرياضة السعودية للأفضل، لكننا نطلب من سموه أيضاً ألا يراهن على أحصنة خاسرة؛ فالواقع غير الواقع، والزمن غير الزمن، وهذا هو المطلب الأهم لمرحلة لا تحتمل فلسفة التسعينيات التي لم ولن تتبدل..!!
في الهلال لم يكن الأمير عبد الرحمن بن مساعد بحاجة مستقبلاً إلى أن يشرح أسباب الموافقة على انتقال أي من نجوم الهلال كما فعل مع ياسر؛ لأن سموه فتح باباً لم يجرؤ أحد قبله على أن يفتحه، وخلق مناخاً جديداً أدهشني جداً ملاءمته للجماهير الهلالية المثقفة والواعية، فكان رحيل ياسر درساً ثقافياً احترافيا يستحق عليه ابن مساعد الشكر والتقدير؛ فلا مكان سوى للعطاء، ولا زمن سوى لمن يساعده الزمن على العطاء..!!
أخيراً، هل نستطيع أن نتكيف جميعاً مع نقطتَيْ التحول أم نواصل اعتبار الميدان الرياضي واحة للتنفيس والترويح عن النفس لا مانع من خلالها من الفلتان المثير؟.. الانتظار طيب..!!
قبل الطبع:
نادراً ما تمنحك الحياة فرصتَيْن!!
msultan444@hotmail.com