Saturday  13/08/2011/2011 Issue 14198

السبت 13 رمضان 1432  العدد  14198

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

لخادم الحرمين الشريفين شخصية واضحة لا يحيد عنها، تتمثل وتترسم دائماً في تقصي أحوال المسلمين والنظر في الإصلاح فيما بينهم وسد الفراغ السياسي الذي تعيشه أمة الإسلام، وبخاصة الأمة العربية؛ حيث جاءت الأحداث متسارعة لتعصف وتحدث خلخلة في ميزان وبوصلة التحرك العربي الذي تتحمل عبأه المملكة العربية السعودية يقودها خادم الحرمين الشريفين ممسكاً بالسفينة حتى لا تغرق، ولكي تتم المحافظة على السفينة بأن تنجو من الطوفان؛ لذلك فقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - يحمل بين طياته موجة من التسامح مع الأطراف المعادية والمتجاوزة على شخصه الكريم في صورة ترقى لمصاف التعامل بالحسنى ولين الجانب إدراكاً منه أن الأشخاص عابرون مهما كانوا، وأن المواقف ثابتة لا تتغير تجاه المصالح العليا التي لا يحسنها إلا من كان همه ومبتغاه التوجس لإصلاح الأمة وقيادتها نحو الأمان.

نعم، لقد رأينا ذلك جلياً من خادم الحرمين الشريفين، وفي أكثر من مناسبة، أثناء المؤتمرات العربية وغيرها من التجمعات، كان - وفقه الله - دائماً يدعو فيها إلى وحدة الصف ونبذ نبرة الاختلاف، وله مواقف شتى هنا وهناك، من ذلك المبادرة الخليجية في اليمن، ودرء الفتنة في البحرين، وإعادة الأمور إلى نصابها، واستنكار واستهجان ما يحدث ويحصل في ليبيا، والخطاب الكريم عن سوريا وماذا يمكن أن يحدث فيما لو سارت الأمور على ما هي عليه.. كل ذلك بكلام فيه من الجرأة والاعتدال دون أن يكون هناك إشارات أو مجاملات، بل هي نصائح ذهبية لأكثر من دولة وطائفة وعلى سنوات قريبة شاهدناها، ومع ذلك كان البعض يصم أذنيه عنها، ولم يجن من ذلك إلا زيادة في القلاقل والمحن، والبعض من حولنا لم يعِ ذلك جيداً؛ فكانت الفُرْقة والخوف الهاجس الوحيد لتلك الدول التي لم تسمع لصوت العقل. إن مواقف المملكة ورؤيتها الثاقبة في ذلك ممثلة في قادتها، يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين، لهي وسام شرف نعتز به ونفخر؛ لأننا جُبلنا - ولله الحمد - على أن تقوم قيادتنا بتلك الأدوار دون مِنّة أو فوقية؛ فهو واجب تمليه عليه شريعتنا وإسلامنا وعروبتنا.

إن استنهاض الهمم ونصرة المظلوم ودفع الظالم بالتي هي أحسن نهج علَّمناه ديننا الحنيف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». فالظالم تجب نصرته بتوضيح خطئه وإقامة اعوجاجه.

إن الملك عبدالله - رعاه الله - قد أخذ على نفسه تتبع هموم الأمة، وهو طريق اختطه ولزمه؛ فانعكس ذلك على الحياة العامة في المملكة، وبالأخص المنهج الفكري والثقافي، وذلك مشاهَد في البرامج الفكرية والثقافية التي تُطرح، ومن ذلك ما يرسمه المهرجان الوطني للتراث والثقافة في كل عام؛ حيث يشرف العلماء والمفكرون والنخب الثقافية من المدعوين من داخل المملكة وخارجها، ومن شتى أنحاء المعمورة، بلقاء مرتقب مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وفي قصره العامر؛ ليستمع الحاضرون إلى توجيهه الدائم وكلماته المستمرة بالدعوة إلى الإصلاح وحث المفكرين والعلماء والأدباء على تتبع قضايا الشعوب وإبرازها والكتابة عنها. ولعل من المناسب أن نشير هنا إلى أن العنوان الرئيسي لدورة المهرجان (التاسعة عشرة) 1424هـ هو (إصلاح البيت العربي)، وهي عبارة استاقها المهرجان من كلمة للملك - يحفظه الله - فأقام عليها ندواته ومحاضراته لذلك العام، ودعا إليها المفكرين والعلماء.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وأدامه رمزاً للنخوة وإبقاء العادات العربية الأصيلة والشهامة، وجعله موطئاً لإصلاح الخلل وجمع فُرْقة أمة العرب.

والله الموفِّق.

* المدير العام للمهرجان الوطني للتراث والثقافة

alromis@yahoo.com
 

انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
سعود بن عبدالله الرومي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة