مما يثلج الصدر أن تتعامل مع شخص مؤدب، متواضع، صادق، وفي، مخلص في كل حين وليس في وقت معين من العام ولأن الشاعر يمثله شعره ونفسه جبلت على فطرته الإسلامية السوية وأعراف المجتمع الفاضل الكريم؛ فلِمَ لا يكون ذلك ولنسامح من أخطأ ونصبر على إساءته العابرة.
قال تعالى {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } (43) سورة الشورى، وليكن الشاعر كما ينبغي بدرجة إحساسه العالية ودقة تصويره المفترضة لكل إيجابية نافعة للجميع يفشيها معناه في نصه ويشع بها ضوء فضل مزيّة وعي شاعرها في المجتمع بكل ألوان طيفه المعرفية، وما أحوج الراصد المنصف لحث الشعراء على استشعار دورهم في الإلمام بكل الأدوار المناطة بما يقدمونه في مجتمعاتهم كأصحاب فن أدبي مؤثر راقٍ يُنتظر منهم الكثير والكثير بعد أن تشعبت الأدوار وبعد أن وثَّق جيل الأجداد من الشعراء في شعرهم ما تعلموه من تعاليم دينهم وما اختزلوه من مثالية توجيه آبائهم وأجدادهم في تحريم الظلم، والمبادرة إلى الخيرات، وبر الوالدين، والقناعة، والعفاف، والكرم والجود، وحسن الخلق والتواضع، وحفظ السر، وآداب المجلس، أسأل الله جلت قدرته الرحمة والمغفرة والعتق من النار للجميع في هذا الشهر الكريم. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلاَّ باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه.
وقفه: للشاعر بندر بن سرور رحمه الله:
يالله يا جال الأمور المهمّه
تجلى وهج قلبٍ.. برى حال راعيه
البر جيته والبحر رحت يمّه
أدرج سبب حظٍ على الله مساعيه
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com