Thursday  11/08/2011/2011 Issue 14196

الخميس 11 رمضان 1432  العدد  14196

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

قراءة لخطاب الملك عبدالله
د. ناصر بن عبدالله الخرعان

رجوع

 

في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الإخوة الأشقاء في سوريا من قتل وتعذيب، وتشريد، حينما طالب متظاهرون سوريون الحكومة السورية بالتنحي عن السلطة ومنحهم الحرية، وفك القيود والأغلال التي سورت بها معاصمهم، وكممت أفواهم ردحًا من الزمن، حتى ضاقوا ذرعًا بالأوضاع التي وصلوا إليها، ليخرج في الشوارع مئات الآلاف العزل، منددين ومطالبين بالحرية والكرامة، في مسيرة سلمية، ليجدوا مطالبهم العادية والعادلة تقابل بوابل من الرصاص الحي من قبل الجيش السوري في مجزرة تاريخية يندى لها الجبين، وبصفة يومية، ليسبح إخواننا في سوريا في بحر من الدم، وفي تجاهل كامل وضرب بالأعراف، والقيم، والأنظمة، والقوانين الدولية عرض الحائط!!

وفي وقت خيّم فيه صمت رهيب على المواقف العربية والدولية تجاه ما يجري في سوريا، نجد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ومن دولة كالمملكة العربية السعودية لها ثقلها ووزنها الدولي، يطلق خطابه التاريخي إزاء ما يحدث في سوريا، معبرًا عن رأيه حول إراقة دماء أبناء الشعب السوري، وأن ذلك لن يجد أية مدخل يطمئن الجميع ليرى فيه العرب وميضًا من أمل في قوله: «إراقة دماء الأبرياء لن تجد لها مدخلا مطمئنا يستطيع أن يرى فيه العرب بارقة أمل».

وتحدث الملك عبدالله عن رأي المملكة حيال ما يحدث في سوريا، وأنها لن تقبل به، والحدث أكبر من أي شيء سيقال حوله، أو تبرر له أسباب، بقوله: «مايحدث في سوريا لا تقبل به السعودية، والحدث أكبر من أن تبرره الأسباب».

وأكد الملك عبدالله على أنه في مقدور الحكومة السورية عمل إصلاحات سريعة وشاملة لتتدارك الوضع، بقوله: «يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة».

مذكرا في الوقت نفسه بأن سوريا الشقيقة شعباً وحكومة تعلم مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي، واليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقال آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الآوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع. ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم... كرامة.. وعزة.. وكبرياء.

ويوضح -يحفظه الله- بأن المملكة «تعلن استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور حول الأحداث الجارية هناك».

ويأتي هذا الخطاب في ظروف صعبة، ومنعطف خطير تمر به سوريا، ليضع النقاط على الحروف، وفي شجاعة متناهية، في عبارات تنم عن حكمة وتعقل، ودراية بخفايا الأمور، وليكسر من خلاله حاجز الصمت الذي خيم على الدول العربية حول أحداث سوريا، فكان محط أنظار العالم أجمع، فقد لقي أصداء واسعة على المستوى العربي والدولي!!

ومما تركه الخطاب من أصداء: فقد أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح بأن بلاده استدعت سفيرها لدى سوريا، مضيفا أن وزراء خارجية دول الخليج العربية سيجتمعون قريباً لمناقشة العنف غير المقبول تماما ضد المحتجين السوريين.

وفي خطوة مماثلة، استدعت البحرين سفيرها في دمشق «للتشاور» حسبما صرح به وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة. وقال بيان للشيخ خالد على صفحته على تويتر: إن «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت العودة إلى الرشد».

وقد رحب الاتحاد الأوروبي بكلمة خادم الحرمين الشريفين معتبراً إياها خطوة مهمة.

تلكم أيها الأحبة كلمة خادم الحرمين الشريفين المقتضبة، جاءت لتكون بمثابة البلسم الذي يداوي الجروح، دمتم أيها الإخوة بخير ومحبة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة