Thursday  11/08/2011/2011 Issue 14196

الخميس 11 رمضان 1432  العدد  14196

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

اتسمت سياسة المملكة العربية السعودية في تعاملها مع الأحداث بالحكمة والعقلانية والواقعية والالتزام بالتضامن العربي، بما في ذلك أدبيات العلاقة بين جميع دول المنطقة، دون استعداء أحد، أو استباق في الأدوار، كل ذلك بما يتناسب مع وضعها العربي والإقليمي والدولي؛ لتشكل هذه السياسة في نهاية المطاف الثقل الدبلوماسي السياسي للمملكة.

ولذا فقد عُرفت المملكة بمواقفها السياسية المعتدلة، وعدم تدخلها في شؤون الغير إلا في اللحظات الحاسمة؛ لإنقاذ الموقف العربي من الانهيار، والعمل على مواجهة ما يطرح في المنطقة من مشاريع مشبوهة. هذه السياسة جعلت من المملكة لاعباً أساسياً في تسوية العديد من الأزمات الشائكة والقضايا الساخنة.

مهما يكن من أمر فإن أزمات المنطقة المفتوحة وملفاتها الشائكة تستدعي - دائماً - اللجوء إلى الحوار مع شرائح الشعب، دون مواربة حول أكثر من ملف شائك؛ لحلحلة الملفات العالقة، والنفاذ إلى جوهر المشكلة. ودولة كسوريا تمر بمرحلة حرجة للغاية، وقد تزداد الأمور سوءاً على أكثر من صعيد، ولاسيما أن الوضع السياسي لها قد أصبح ملتبساً، وغير واضح المعالم.

في قراءة متأنية لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى أشقائه في سوريا نلحظ الدور القيادي والتاريخي للمملكة في التفاعل الإيجابي مع الأحداث، وتبني سياسة المحاولة الاستباقية؛ من أجل إحقاق الحق، وتكريس مفاهيم العدالة، ونزع فتيل الأزمة؛ وبالتالي إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. ومن ذلك: معالجة أزمة الثقة المستحكمة بين السلطة والشعب، والخروج من حالة الفراغ الاستراتيجي ولحظة الالتباس التاريخي؛ من أجل مقاربة الأمور، والصمود أمام المتغيرات الإقليمية والدولية، وهو ما عناه البيان بأن: «ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية؛ فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة؛ فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع - لا سمح الله -».

ولأن القرار الصعب، يحتاج إلى زعامات قوية، فإن أهم ما يمكن أن نستخلصه من البيان هو: الوقوف أمام التدخلات الأجنبية، الساعية إلى إثارة الفوضى في المنطقة، التي تسعى دائماً إلى استثمار ما يجري على أرض الواقع، وتجييره لصالحها، وهذا - بلا شك - خيار حصيف، وهو الدور المطلوب في هذه المرحلة الحساسة، والتأكيد على دور المملكة باعتبارها قوة إقليمية فاعلة في المنطقة.

drsasq@gmail.com
 

سوريا.. الحاضر الغائب!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة