يعجب المتابع والمتلقي الذي يشاهد محطات التلفاز ويقرأ الأخبار من أفعال بعض الأنظمة ورؤساء تلكم الأنظمة حتى يختلط عليه الأمر بأن ما يشاهده ويسمعه نوع من المسلسلات التلفزيونية، التي يكثر عرضها في أمسيات شهر رمضان، إلا أنه لا يدري كيف يصنفها؛ هل هي مسلسلات كوميدية أو مأساوية، أم تختلط الكوميديا بالتراجيديا.. أم هي ضحك ولعب وجد!.
نعم لا يدري المرء هل يضحك على ما يقوله أحمدي نجاد رئيس النظام الإيراني، الذي فاق كل الأنظمة في ارتكاب الجرائم ضد شعبه، على اعتبار أن «شر البلية ما يضحك»..!!
فالرئيس المشكوك في صحة انتخابه، الذي فُرض على الإيرانيين بعد أن قمع التظاهرات التي احتجت على عمليات التزوير وقتل من قتل وأصيب من أصيب وأدخل الآلاف السجون، هذا الرئيس يخرج على الملأ دون أي خجل وهو يندد بالسلوك الوحشي - كما وصفه - للشرطة البريطانية في مواجهة أعمال الشغب التي تهز بريطانيا منذ أربعة أيام.
نجاد وفي قمة التصعيد الدرامي طلب من مجلس الأمن الدولي التدخل..!!
عجيب عندما كنا وكل الشرفاء نطلب تدخل الأمم المتحدة لوقف المجازر والانتهاكات التي اقترفها النظام الإيراني، كنتَ وأركان نظامك تُعد «أمبرياليًا» في شؤون الداخلية الإيرانية، وأن هناك مؤامرة استعمارية من الغرب لتدمير إيران الصمود. وعندما تحاول الشرطة البريطانية إعادة الهدوء إلى المدن البريطانية وإنهاء الشغب الذي لا معنى له، فالذين يحرقون المتاجر وينهبونها مجردينها من بضائعها، لصوص يجب التصدي لهم، ليس كما كنتم وما زلتم تفعلونه تجاه أحرار إيران الذين رفضوا تزوير الانتخابات. ثم إن هناك فارقاً في السلوك الذي تقوم به الشرطة البريطانية، التي يندر أن يحمل أفرادها سلاحاً نارياً، وهم يواجهون لصوصًا وشبانًا غاضبين، وبين أجهزة الأمن الإيرانية من باسيج إلى حرس ثوري الذين يستعملون الأسلحة النارية، إضافة إلى أن المتظاهرين الإيرانون يُدهسون بالدرجات النارية ويطعنون بالأسلحة البيضاء، والأبشع من ذلك كان البعض منهم يغتصب في السجون.
من يفعل مثل هذه الموبقات عليه أن يحترم عقول الآخرين ويصمت أو يصلح نظامه ويحترم شعبه، كما أن الشغب في بريطانيا أسبابه تختلف تماماً عن انتفاضة الشعوب الإيرانية.. فاصمت نجاد واحترم عقول من يسمع قولك..!!
jaser@al-jazirah.com.sa