سعادة الأستاذ خالد المالك - رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أعجبني مقال كتبه الأستاذ علي الخزيم، بعنوان: (سباق نحو التميُّز) تناول فيه الذين يبحثون عن التميز والشهرة بطريق الخطأ، أو دعنا نقول يبحثون عنهما بأسرع الطرق وأقصرها، فكم أعجبني هذا المقال الذي تكلم فيه عن واقع نعيشه في هذه الأيام وكأنه يقول: دعني أخرج ما في قلبك أخي القارئ.

الباحثون عن الشهرة كثر، واللاهثون خلف الأضواء أكثر وأكثر، ويعلم كل باحث عنهما أن لهما بريقاً خاصاً، خصوصاً في هذا الزمن الذي كثرت فيه الطرق المؤدية إليهما وبسرعة فائقة، وهناك طريقة ومبدأ اتخذهما الكثير من الباحثين عن التميز والشهرة وبدؤوا بتطبيق المثل القائل: (خالف تُعرف) والذي اختصر الطريق على الكثير منهم.

ومن أسباب التميُّز والشهرة قديماً كان (النبوغ) سبباً واضحاً ومحدداً في أي مجال أو تخصص، فقد كنا نعرف العالِم بسبب علمه الذي تميَّز به، وهناك من ادّعى النبوة رغبة منه بالشهرة والنفوذ والتميز ولو بهكذا أسلوب.

يقول لي أحد الأصدقاء وهو من أشد اللاهثين والباحثين عن التميز: (تعبت وأنا أبحث عن التميز والشهرة وقررت أني لن أأكل (الرز) عند الأهل والأصدقاء حتى أكون مميزاً، ولكن حصلت لي حالة عصيبة ومتعبة ولم أستمر.

وهناك أيضاً من يعتلي مناصب التميز والشهرة بالظهور، أي يحاول لفت الانتباه بحدث جديد لم يأت به أحد من قبل، وما أكثرهم في هذه الأيام.

إن النبيه والذكي من يسعى في طريق التميز والشهرة بخطى قوية ثابتة لا تسيء له ولا لشهرته، ولا توجه أصابع الانتقاد إليه فينتقي الأساليب التي بها رُقيه ورُقي من حوله.

فما أجمل أن نسير في طريق التميُّز والشهرة بخطى ثابتة وهادفة.

لا تكن كالدخان يعلو بنفسه ... إلى طبقات الجو وهو وضيع

صالح محمد صالح الخزيم - جامعة القصيم