كنت قد تطرقت في عدد سابق في هذه الصحيفة قبل أكثر من عام، وبالتحديد، في يوم الثلاثاء 11 جمادى الآخر 1431هـ وبالعدد 13753 وبعنوان (مدارس شقراء لا تفي بأعداد الخريجات)، وبعدها بعام أيضاً كتبت في يوم الجمعة 17 جمادى الآخر 1432هـ وبالعدد 14113 وبعنوان (لماذا لا يسمح للمتقدمات للوظائف بالتقديم لأكثر من منطقة)، وفي كلا المقالين تحدثت وتطرقت عن المعاناة التي يشتكين منها بنات شقراء من خريجات جامعة شقراء من البطالة المستفحلة بينهن في المحافظة كون عدد الاحتياج السنوي من المعلمات في إدارة التربية والتعليم في شقراء لا يتعدى أكثر من خمس معلمات سنوياً مقابل أكثر من خمسة عشر ألف معلمة يتم توظيفهن على مستوى الوزارة سنوياً في أرجاء الوطن، وتعود تلك البطالة لقلة الاحتياج الذي يرفع سنوياً في المقام الأول، أضف إلى ذلك صغر حجم الإدارة التعليمية بشقراء (تعتبر أصغر إدارة تعليمية على مستوى المملكة من حيث عدد المدارس التابعة) وبالتالي يكون هناك شبه اكتفاء من المعلمات الوطنيات في مدارس الإدارة مما أوجد بطالة كبيرة بين خريجات جامعة شقراء في المحافظة والخريجات كل عام بالمئات، ولا يستطعن التقديم إلا على وظائف في محل إقامتهن ووظائف محل إقامتهن شبه معدومة وبعد عدة سنين من المعاناة بالرغم من أنني وضعت عدة حلول من خلال ما كتبته سابقاً في هذه الصحيفة كالسماح لخريجات شقراء بالتقديم على الإدارات التعليمية المجاورة حل (بشكل إستثنائي) وبشرط أن لا تبعد تلك الإدارة عن إدارة شقراء بأكثر من 200 كم ليتسنى لهن بالتالي التقديم على (المجمعة - الدوادمي - القويعية - القصيم - الرياض) وزادت البطالة بين خريجات شقراء وبلغت ذروتها لتصل لعدة آلاف من العاطلات في شقراء وحدها ليأتي الفرج من الأب الحاني خادم الحرمين الشريفين وهو القائل (إننا معكم نعايش أمانيكم وأحلامكم فلم يبق لنا من أمل شيء سوى خدمتكم والسهر على راحتكم وتفقد أحوالكم) فيصدر أمره الكريم قبل عدة أيام بالغاء إثبات محل الإقامة للمتقدمات للوظائف التعليمية لتكون الفرص متساوية لكل بنات الوطن ليتسنى لهن التقديم على أي منطقة تعليمية ترغبها وترغب الاستقرار فيها، ففي هذا القرار والأمر السامي أبعاد إيجابية يحملها بين طياته أهمها تكافئ الفرص بين كل المواطنات وتحقيق مبدأ العدالة بينهن في التوظيف وعمل هذا القرار على دمج بنات الوطن مع اختلاف مناطقهن للعمل مع بعضهن البعض تحمظلة الوطن الكبير واحقيتهن بالتعيين في أي رقعة من رقاع هذا البلد، وبعد صدور هذا القرار الذي أثلج الصدور عمت الفرحة والتفاؤل خريجات جامعة شقراء العاطلات منذ عدة سنين ودخلهن الفرح والسرور ورفعن أكفهن بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الذي فتح لهن نافذة وباب الأمل وبث فيهن التفاؤل بالحلم الذي راودهن وهو السماح لهن بالتقديم في أي منطقة تعليمية ترغبها، وبالتالي تعزيز فرصهن بالتوظيف بعد أن كان ضرباً من ضروب الخال، وجزى الله خادم الحرمين الشريفين على لفتته الأبوية الحانية التي تصب في مصلحة بنات وطننا المعطاء.
عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء