|
دمشق- القاهرة- واشنطن-عمان-وكالات
عين الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الأركان العماد أول داوود راجحة بدلا من علي حبيب وزيرًا للدفاع كما أعلن التلفزيون الرسمي السوري مساء أمس الاثنين. وأضاف التلفزيون: إن الرئيس الأسد أصدر مرسومًا يعيّن فيه العماد أول داوود راجحة وزيرًا للدفاع. وكان العماد أول راجحة رئيسًا لأركان الجيش.
ويحلّ العماد راجحة محل العماد علي حبيب محمود المدرج اسمه في قائمة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمسئولين السوريين الممنوعين من السفر والمجمدة أصولهم. يشار إلى أن العماد راجحة، وهو مسيحي، تخرج في الكلية الحربية عام 1968، وتدرج بالرتب العسكرية حتى عيّن الاثنين وزيرا للدفاع.ميدانيًّا جدد الجيش السوري صباح أمس الاثنين قصفه لمناطق في مدينة دير الزور بشرق البلاد.وقال سكان: إن دبابات سورية قصفت مدينة دير الزور في شرق البلاد لليوم الثاني أمس الإثنين في تصعيد لحملة العنف ضد المحتجين. وقصف الجيش بالرشاشات الثقيلة برجًا سكنيًَّا بمنطقة الوادي، كما سمع صوت إطلاق نار كثيف في حي الجبيلة، وتعرضت ضاحية الحويقة لقصف عنيف من مركبات مدرعة، وأغلقت المستشفيات الخاصة، وبات الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية. وقال: بينما سمع في الخلفية أصوات نيران أسلحة ثقيلة تعرضت ضاحية الجورة في دير الزور على نهر الفرات لقصف عنيف من قوات الأسد، وفر آلاف السكان من الضاحيتين. وأكد نشطاء سوريون مقتل أربعة مدنيين بينهم سيدتين برصاص الجيش السوري في مدينة دير الزور بشرق البلاد أمس. وأضاف النشطاء: إن الأجهزة الأمنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورة وأسفرت الحملة عن اعتقال 34 شخصًا، كما يجري إحراق الدراجات النارية التي يستخدمها الأهالي بالتنقل.
وكان المرصد نقل عن ناشط في مدينة حماة من سكان حي الجراجمة أن قوات من الجيش والأمن اقتحمت الحي وشنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت مالا يقل عن 1500 شخص من سكان حي الجراجمة فقط.
وأضاف الناشط: إن حملة الاعتقالات كانت عشوائية، وإن كل من صادف وجوده في الشارع كان يعتقل، كما جرت حملة مداهمة
للمنازل بالإضافة إلى عمليات تخريب لأثاث بعض المنازل.
وفي مدينة حمص شهدت أحياء عدة في المدينة مساء الأحد تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام شارك فيها آلالاف وتصدت لها قوات الأمن وأنصار النظام بإطلاق الرصاص ما أسفر عن سقوط جريح واحد على الأقل، حسبما أفادت منظمة حقوقية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: إنه وبعد صلاة التراويح خرجت في عدة أحياء من مدينة حمص تظاهرات كان أكبرها في حي الخالدية، وكان 66 شخصا على الأقل لقوا حتفهم الأحد في مدينتي دير الزور وحمص.
وأكد المرصد أن «مظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة تدمر التي اتسعت فيها الاحتجاجات، حيث تخرج المظاهرات بشكل يومي منذ بداية رمضان بعد التراويح».
وأضاف: إن مدينة الرستن شمال حمص شهدت بدورها مظاهرة حاشدة ضمّت آلاف المتظاهرين، كما «خرجت مظاهرة كبيرة في مدينة الرستن هتفت لحماة ودير الزور والحولة».
إلى ذلك قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح أمس الإثنين: إن الكويت استدعت سفيرها لدى سوريا، مضيفا أن وزراء خارجية دول الخليج العربية سيجتمعون قريبًا لمناقشة الوضع في سوريا، وتابع للصحفيين في البرلمان: إنه جرى استدعاء السفير للتشاور.
من جهتها استدعت البحرين أمس سفيرها لدى سورية للتشاور، وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: «إن مملكة البحرين تتابع تطورات الأحداث في الجمهورية العربية السورية، وانطلاقاً من علاقاتها الأخوية ومسئولياتها التاريخية استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور.
من جهة أخرى طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو الأحد أن ينقل إلى دمشق رسالة واضحة مفادها أن على السلطات السورية «إعادة جنودها فورًا إلى ثكناتهم».
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر: إن كلينتون وخلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي تطرقت إلى الوضع في سوريا وإلى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الأسد.
وعلى صعيد آخر أطلقت مجموعة من الوزراء السوريين السابقين وأعضاء بارزين في حزب البعث الحاكم في سورية أمس «المبادرة الوطنية الديمقراطية» على خلفية «الأزمة الوطنية التي تمر فيها سورية واعتبار استمرار السلطة على النحو الذي كانت عليه منذ عصور وحتى الآن أمرًا مستحيلًا على الصعيد الشعبي»، ويترأس هذه المبادرة وزير الإعلام الأسبق البعثي محمد سلمان.
من ناحية أخرى تعرض الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع السورية أمس لقرصنة من مجهولين، ونشر المهاجمون رسالة على الصفحة جاء فيها :»إلى الشعب السوري: إن العالم يقف معكم ضد النظام الوحشي لبشار الأسد».
وأضاف: «كلما زاد عنفهم، كلما أصبحوا أكثر هشاشة. نحيي تصميمكم على أن تكملوا سلميًّا في مواجهة وحشية النظام، وبفضل شجاعتكم سيكون بشار الأسد هو التالي». وتوجه البيان الذي جاء باللغتين الإنجليزية والعربية إلى الجيش بالقول: «إلى الجيش السوري: أنت مسؤول عن حماية الشعب السوري، وكل من يأمرك بقتل النساء والأطفال والمسنين يستحق أن يحاكم بتهمة الخيانة, لا يمكن لأي عدو خارجي أن يلحق الضرر بسورية بقدر ما قام به بشار الأسد».