منذ أن أصيب الحبيب الغالي محمد عبده بوعكته الصحية قبل عدة أشهر لم أشأ الكتابة عنه حتى هذه اللحظات، وإن أردتم الحقيقة فإن الكتابة استعصت عليّ لكنني تواصلت معه طيلة الفترة الماضية في تحسنه المتصاعد لصحته التي اكتملت اليوم (حلقاتها).
اليوم يعود فنان العرب محمد عبده إلى جدة بعد أن غاب عنها لأول مرة في حياته كل هذا الوقت لكنني في هذا المقام أقدم شكري وتقديري لسمو الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز الذي كان في الموقف الصحيح وخطا الخطوة المثلى منذ أن علم بوعكة محمد عبده وحتى لحظة وصوله الثلاثاء إلى جدة مجنداً كافة إمكانات (روتانا) لهذا الفنان (الأكبر).
سالم الهندي لم يغب عن المشهد ومتابع لكافة تحركاته وعلى اطلاع بمجهوده الذي لا يمكن لي أن أتغاضى عنه، وأعتذر منه أن طلب مني أكثر من مرة عدم الكتابة عن هذا الشيء لكن الناس شهود الله في أرضه.
ولجمهور فنان العرب موقف (واحد) وخاصة هؤلاء الذين رموا بثقتهم على كاهلنا وصدقوا ما ننشره عن ثقة وهم يعلمون بأننا لا نطير في غبار الأحداث مثلما يفعل آخرون وكان لنا مصادرنا التي نفخر بها ونصدقها، ولم نعتمد على (إيقاعي) هنا، ومتنفع هناك لكننا تابعنا الحالة من (مصدرها).
الجميع رموا ميولهم جانباً والتفوا حول فنان العرب منذ أول يوم (توعَّك) فيه وحتى منتصف ليلة الثلاثاء، وفنان العرب يستحق منا جميعاً ترحيباً يليق به كشخص وبه كتاريخ استعصى على كثيرين فهمه وتفكيك رموزه.
محمد عبده الذي غادر جدة قبل عدة أشهر متجهاً إلى باريس ليس هو الذي سيعود إليها بعد طول غياب، بل إن حساباته اختلفت بعد أن اكتشف هذا من ذاك، وهو الذي طالما كان حصيفاً نبيهاً، يعرف من أين تؤكل الكتف.
لنا الفخر في (الجزيرة) أن نكون مصدراً موثوقاً لكافة أخبار فنان العرب وغيره، ولنا اعتزاز أن كنا وما زلنا صوت الحقيقة الذي يصل صداه كل مكان.
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa