يمكن وصف الحراك الدائر هذه الأيام على كافة الأصعدة والمستويات فيما يتعلق بكرتنا السعودية بمرحلة أو منعطف تنفس الصعداء.
ذلك أن النتائج والمستويات الجيدة التي تحققها وتجسدها منتخباتنا دولياً وإقليمياً في هذه الآونة.. إنما تبشر بالخير.. وتنم عن انتفاضة مباركة بإذن الله من شأنها أن تعيد لكرتنا أمجادها وتوهجها ومكتسباتها.
ولا سيما بعد أن مرت بحالة من انعدام الوزن -بل التقهقر- إلى درجة أضحت تحتل مواقع لا تليق بها في التصنيفات الدولية..؟!.
كذلك يمكن الاستدلال على ملامح هذه النهضة من خلال رصد بعض التوجهات والتحركات الجادة والمدروسة التي أضحت تنتهجها أنديتنا مؤخراً على صعيد التعاقدات، والرغبة الواضحة في الاستفادة من تلك التعاقدات إلى أبعد مدى ممكن.
الخشية فقط من عملية الاتكاء على ما تحقق وبالتالي الركون إلى الاسترخاء وعدم مواصلة العمل الجاد والدؤوب سواء من قبل الجهات المعنية بالشأن العام للكرة.. أو من قبل الأندية ومنسوبيها.
هو ما قد يتسبب في انتكاسة أخرى نحن في غنى عنها.. والتي قد لا نستطيع النهوض منها إلا بعد أجيال.
لا قدر الله.
فقدت اثنتان وبقي مثلهما!!
اعتمد النصراويون في المواسم الأخيرة -وهذا من حقهم- على استحداث وسائل يرون فيها قدراً من التميز الذي يتغنون ويتباهون به لا سيما في ظل افتقاد البطولات.
أولى تلك الوسائل تمثلت في التركيز على التواجد الإعلامي الطاغي.
ثانيها: التركيز على أن يكون الصوت النصراوي هو الأعلى والأكثر جدلاً، وهو الأكثر استحواذاً على أكثر مساحة من الوقت..!!
ثالثها: الحرص على الحديث بمناسبة وبدون مناسبة عن الجمهور النصراوي.. وأنه الأكثر تميزاً في مساندة ودعم فريقه دون النظر للنتائج حتى صدمت تلك الجماهير هذه المقولة وبالتالي نسيت أو أغفلت المطالب الأساسية واكتفت بالتغني والعزف على هذا الوتر..!!
رابعها: (الزن) على الجماهير إلى درجة الضغط في سبيل التصدي لأي تصويت جماهيري بقصد الحصول على المركز الأول بصرف النظر عن وجاهة وأحقية الهدف من عدمه إلى أن تحولت المسألة إلى عقدة..!
غير أن جمهور الأهلي قد استطاع أن يسحب البساط من تحت أقدام الجمهور النصراوي فيما يتعلق بمسألة الدعم المعنوي للفريق، وأصبح هو مضرب المثل في هذا الجانب.
كذلك مسألة التصويت الجماهيري الذي تحولت بوصلته إلى جمهور الاتحاد وأصبح هو المهيمن عليه مؤخراً إلا من منافسة خجولة من قبل جمهور الأهلي.
وبقيت اثنتان من تلك الوسائل قائمة وفعالة هما التواجد الإعلامي المكثف الذي أضحى يشكل قلقاً وعبئاً ثقيلاً على النادي بشهادة الكثير من النصراويين أنفسهم.
هذا عدا احتفاظ الصوت النصراوي بتميزه في أن يكون الأعلى والمستحوذ على نصيب الأسد من المساحة والوقت البرامجي..!
على أن ثمة حالة نصراوية مستحدثة هي من دعتني لتناول هذا الموضوع.. لم أضعها في سياق الحالات الأربع الأخرى باعتباره -في تقديري- خارج المنافسة.. أي غير قابلة للمنافسة لا حاضراً ولا مستقبلاً ألا وهي: المبالغة في الاحتفال بالفريق جماهيرياً مع بداية الموسم.. مقرونة بالاحتفاء الباذخ بالوجوه القادمة سواء كانت فنية أو عناصرية..!
غير أن اللافت هو تحول تلك الاحتفالات والاحتفاءات مع الأيام إلى سخط يتبعه تكسير جرار على أبواب المغادرة..!
وهذا أيضاً من حقهم.. فهم أبخص بشؤونهم.. ولله في خلقه شؤون.
إلى القراء الكرام
شهركم مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.