Sunday  07/08/2011/2011 Issue 14192

الأحد 07 رمضان 1432  العدد  14192

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

سقيـا.. وبسمة تحيـا
عبدالمحسن بن محمد العنيّق

رجوع

 

جعل الله من الماء كل شيء حي, فبالماء أحيا سبحانه الأرض, وبالماء أحيا نفوس البشر وكل مخلوق حي. فلا أغلى ولا أثمن من شربة ماء حال العطش, ففي فصل الصيف وتحت لهيب الشمس ومع مشقة العمل يكون كأس الماء هو الأمنية. شاهدت قبل أيام صورة تجسد هذا الموقف حيث يمد أحد الشباب كأس ماءٍ بارد لعامل مسكين أرهقه العمل تحت لهيب الشمس وقد بلغ منه العطش مبلغه. الجميل في صورة هو تلك الابتسامة التي ارتسمت على محيا ذلك المسكين, فكم كانت مؤثرة, وكم كانت معبرة. تلكم الصورة تم التقاطها خلال الحملة التطوعية التي يقوم بها بعض الشباب تحت شعار « سقيا.. وبسمة تحيا « فشكراً لهم حينما رسموا الابتسامات وأحيوها على وجوه المساكين.

كان المشروع فكرة لدى شخص فأخبر بها صديقا واجتمعت مجموعة صغيرة، وبدأ التنفيذ فخرج لنا مشروع سقيا التطوعي. لم ينتظر الشباب دعماً أو تنظيماً من جهة معينة وإنما بادروا بدوافع إنسانية وتعاليم إسلامية إلى القيام بالفكرة وتطبيقها على أرض الواقع مثبتين أن المبادرة هي الخطوة الأهم في أي مشروع وإلا فإن الأفكار ستموت ويموت أصحابها قبل أن تخرج إلى حيز التنفيذ. وبعد أن بدأ المشروع في مدينة الرياض واصل الشباب حملتهم فألهموا أقرانهم في المدن الأخرى والذين انتهجوا الطريق نفسه فارتوى بفضلهم المساكين وأحيوا كثيراً من الابتسامات ولازال المشروع في توسع ملحوظ حتى هذه اللحظة.

الشباب يعملون كفريق واحد متكاتفين متعاونين لإنجاز الهدف، من يتابع الحملة يرى تنظيماً جيداً وتوزيعاً موفقاً للمهام. شباب يخططون ويوجهون, وآخرون يقومون بمهام ميدانية وبعضهم تم توكيله بأعمال إعلامية مستغلين مهارة التصميم والإخراج وخدمة « اليوتيوب» للترويج للحملة، وبما أن الشبكات الاجتماعية أصبحت وسيلة اتصال رئيسية فقد طوّع الشباب شبكتي (فيسبوك وتويتر) لصالحهم كوسيلة للتنسيق والتواصل.

شكراً لكم أيها الشباب فقد كانت حملتكم هادفة وذات أبعاد اجتماعية وتربوية راقية، لقد استهدفتم فئة لم تأخذ حقها من الاهتمام بل على العكس فإن المجتمع يعاني من بعض الخلل والتقصير تجاه العمالة الوافدة وفي أسلوب التعامل مع الأجانب عموماً. شكراً لكم حينما فتحتم المجال للأطفال وشجعتموهم على المشاركة مع ذويهم من الشباب فأنتم تقدمون لهم درساً عملياً في التطوع وخدمة الآخرين والقيام بالمشاريع الإنسانية الخيرية. شكراً لكم حينما جعلتم الباب مفتوحا لمن يحب المشاركة رافعين شعار « سقيا.. وبسمة تحيا « وفي القلب {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} (9) سورة الإنسان.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة