لا يكفي «العقاب» الذي ذكره الناطق الإعلامي في «صحة الطائف»، الذي يصل إلى «الغرامة المالية» بحسب وصفه تجاه ما حدث هذا الأسبوع من تفريغ «سيارة إسعاف» إحدى المستشفيات الخاصة في «الطائف» وتخصيصها لنقل «ذبائح رمضان» من وإلى «مسالخ الأمانة»!!
العقاب من «وجهة نظري» يجب أن يكون شموليا بشكل أكبر, خصوصاً أن «سائق الإسعاف» لم يكتفِ بنقل اللحوم والمفاطيح «بصمت», بل استعان «بالسفتي» والمنبه الشهير لسيارات الإسعاف وصار ينتقل بسرعة «فائقة» بعد فتح الطريق له ومساعدته من قبل المواطنين وسط الزحام مع سماع صوت «الوي وي..» اعتقاداً منهم أن من في السيارة «مصاب» يحتاج إلى إسعاف وليس «خروف» يحتاج إلى سرعة نقل لتقطيعه على صحون الشوربة وفرمه للفائف السمبوسة..!!
بعض «المستوصفات» لا تمتلك الدراية أو الخبرة الكافية والحكمة من وجود «سيارة إسعاف» لديها، فقد تجدها لا تعمل أصلاً، أو المفتاح مع «السائق» وهو ذاهب لإنهاء «مقاضي» بيت صاحب المستوصف..إلخ من القصص العجيبة التي نسمعها دوماً, وهنا أقترح على «وزارة الصحة» التفكير بأي طريقة أو «مشروع» لتأسيس شركة «خاصة» بسيارات نقل المصابين للمستشفيات الخاصة الصغيرة والمتوسطة بحيث إن هذه السيارات تكون بنظام «الشير»المشترك في مواقع موزعة وقريبة مثل سيارات نقل «أموال البنوك» وبإدارة مستقلة يتم طلبها فوراً عند الحاجة من أي مستوصف بنفس طريقة «الهلال الأحمر» مقابل رسوم سنوية, ونظمن بذلك وجود سيارات «إسعاف» جديدة ومجهزة و»طواقم طبية «مدربة ومؤهلة، غير تلك المتهالكة المتراكم عليها طبقات من الغبار أمام أبواب المستوصفات الصغيرة وهو ما قد يجعلها أيضاً عرضة للاستخدام السيئ.
دائماً ما نوجه نظرات انتقاد لأي سيارة إسعاف «حكومية أو خاصة» تقف عند بقالة لشراء ماء أو في طابور «صراف بنكي» نهاية الشهر اعتقاداً منا أن هذا الوقت يجب أن تكون فيه السيارة جاهزة لنقل مريض أو مصاب «عند الحاجة»، لكن سائق سيارة إسعاف الطائف سيترك لا شك «أزمة ثقة» بيننا وبين سائقي سيارات الإسعاف التي نحرص على فتح المجال لها للعبور في شدة الزحام والحر... ولكن اليوم أعتقد أنك لن تلوم من يريد التأكد قبل فتح الطريق أن من بداخلها مريض يحتاج للإسعاف وليس وجبة «دليفري» للمدير من نوع «برجر مفاطيح» هذه المرة..!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net