الجزيرة - فن
لا مدينة فاصلة بيننا، لا اليوم ولا في المستقبل البعيد أو القريب، كما أن النظر بفوقية واشمئزاز لمجتمعنا من أحد أبنائه ليس منطقياً البتة.
أحمد الشقيري يرى خارج حدود الوطن مجتمعاً مثالياً، بينما داخله فوضويون كسالى اتكاليون متخلفون وكثير من العيوب التي لا أستطيع حضرها وربما تلقفها أحدكم.
في (خواطر) الحالي امتداد لنظارة سوداء لم يستطع أحمد الشقيري خلعها وهو يحاول فرد عضلات (سفرياته) شرقاً وغرباً ليرينا كيف يعيش الآخرون وكيف يبنون حضارتهم، بينما لسان حاله يقول لنا إننا لا نتعلم من دروسه السابقة التي جَلدَ بها ظهورنا.
لسنا في حاجة لأحمد الشقيري حتى يعطينا دروساً بنظرة استعلائية منه، وإن كان فينا عيوب فحسنات أبناء وطننا طغت على نظارته (العوراء) ونظرته (السوداء)، واختزال مجتمع بتلك النظرة الناقصة هو عيب حقيقي في الأداء الإعلامي الذي حاول الشقيري الحيد عنه إلى ما يريد ولا يعجبنا.