لا يمكن أن تكون وحدك على حق فيما الجميع يخالفك ذلك.. فاتساع دائرة الخلاف والرفض يؤكد أن الطريق الذي تسلكه ليس هو الطريق الصحيح.
والآن في سوريا وصل الأمر إلى أن أغلبية الشعب السوري أخذ يتظاهر يومياً تقريباً ولأكثر من مرة؛ فبعد صلاة التراويح تخرج المظاهرات، وفي مدن أخرى تخرج مظاهرات بعد صلاة الفجر، وأمس الجمعة تكرر خروج المظاهرات بعد صلاة الجمعة.
وإضافة إلى ذلك نجد أصدقاء النظام السوري بدءاً من روسيا بدؤوا يقرؤون الواقع وما سيؤول إليه مصير النظام، وبدؤوا بتوجيه النصائح بوجوب تنفيذ الإصلاحات الحقيقية والتصالح مع المعارضة واستئناف السلام المدني وإنشاء الدولة العصرية.
في الجانب الآخر، الغرب عموماً يطالب بإنهاء النظام، وواشنطن وعواصم أوروبا تُعِدّ العدة لبدء هجوم دبلوماسي وسياسي من الأمم المتحدة لعزل النظام.
إذن ماذا سيبقى؟ الشعب منقسم، وأغلبه يتظاهر يومياً، والأصدقاء بدؤوا يحذرون، وهي بداية لوقف دعمهم، فيما يجري ويُخطَّط لمزيد من الضغط على النظام السوري في المحافل الدولية.
الإصلاحات أو مسودات الإصلاح التي قُدِّمت لم تعد كافية؛ فالسوريون يريدون أكثر من ذلك، يريدون إصلاحاً حقيقياً، وليس ترقيعاً أو انحناء للعاصفة حتى تمر..!!
الوضع في سوريا لا يمكن العودة به إلى ما مضى من الأيام؛ فالشعب تجاوز الخوف، والناس لم تعد تصدق أن كل الذين يتظاهرون إرهابيون، وأنهم سلفيون وأصوليون! فالناس ملت هذه الأسطوانة، التي لم تعد تكفي لوقف نزيف الدماء التي ظلت تنزف حتى في أيام شهر رمضان المبارك.
لا يعيد الوضع إلى نصابه ويُنهي معاناة السوريين إلا الاستجابة للمطالبات المشروعة، بإقرار العدالة والحرية، وتداول مشروع السلطة وفق الأساليب المعتادة التي تلجأ إليها جميع الشعوب.. صناديق الاقتراع بنزاهة، وتحت إشراف قضائي مستقل.
