بعد فضيحة جريدة « نيوز أوف ذا وورلد « البريطانية التي تجسست على هواتف أقارب ضحايا أحداث 11 سبتمبر بهدف الحصول على سبق صحفي قام المسؤولون عنها بإغلاق أبوابها، وأرسلوا العاملين فيها إلى بيوتهم خاسئين، وعلى الرغم من فداحة الجرم الذي ارتكبته الجريدة وانتهاكها لكل الأعراف المهنية والأخلاقية إلا أن الاعتراف بالجريمة وإعلان التوقف عن الصدور هو بمثابة احترام للقارئ الذي خذلته الجريدة، وخانت أمانتها أمامه.
إن حدوث مثل هذه الفضيحة في البلد الذي تعلمت منه كل بلدان العالم المهنية الصحفية وحرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان، يدل دلالة واضحة على أن الصحافة بدأت تلعب أدواراً أخرى غير أدوارها الأساسية، وأن العاملين فيها صاروا يشاركون في أداور خارجة عن الدور الصحفي. وربما يقول بعضهم بأن هذا الأمر ليس جديداً، بل هو قديم، قدم الصحافة. وهذا القول قريب للحقيقة، ولكن أحداً لا يجرؤ على الحديث عنه، لأن مصير المتورط سيكون مثل مصير رئيس التحرير البريطاني، والعاملين معه، وهنا نحن نتحدث عن العالم المتطور الذي لا تقوم له قائمة إذا أُهدر فيه حق لأي إنسان، فكيف الحال بصحافتنا العربية التي تمارس كل يوم، كافة الجرائم الأخلاقية، عيني عينك، ولا تملك الحد الأدنى من احترام مواثيق الشرف المهنية، ويغرق العاملون فيها في عسل الهدايا والعمولات!