نجح جمال وعلاء مبارك في تكوين حاجز بشري منع الكاميرات في أوقات كثيرة من رصد انفعالات الرئيس المتنحي حسني مبارك، إزاء ما كان يتردد من أقوال وتهم أثناء المحاكمة التاريخية التي شهدتها القاهرة في الثالث من أغسطس الجاري.
اللافت أن ثمة فوضى وارتجالية بدت في أقوال المدعين في الحق المدني وأظن أن من الأولى في قضية بهذا الحجم كان يفترض أن يعد بيان قوي يتلى باسم المدعين بالحق المدني، كما أن الادعاء العام كان يفترض أن يكون خطابه أقوى نسبة لما حدث من قتل واعتداء ودهس عمد نقلته الكاميرات للعالم.
كما بدا جمال وعلاء مبارك متفرغين لحجب والدهما عن عدسات المصورين، ولم يكونا مشغولين بما يقوله المدعون من اتهامات موجهة لهما ولوالدهما.
لكن ما يثير الطمأنينة هو أن القاضي الشهير بنزاهته والذي عرف بأنه صاحب مقولة معروفة: (نحن على منصة ولسنا على خشبة مسرح) يجعل متابعي المحاكمة التي تمت في محكمة مدنية يطمئنون إلى نهاية المحاكمة ونزاهة الحكم وصحته وحياديته، فالشعوب التي عانت طويلاً من القمع بحاجة لأن تستعيد الثقة في أن العدالة فوق الجميع وأن لا أحد فوق القانون.
f.f.alotaibi@hotmail.com