الرياض - خاص بـ « الجزيرة»
أكد عدد من المسؤولات في وزارة التربية والتعليم على أن المسابقة المحلية على جائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات أسهمت في زيادة إقبال الناشئة من البنين والبنات على حلق تحفيظ القرآن الكريم مما أثمر عن نتائج إيجابية وثمار مباركة تزداد قوة وحيوية كل عام. ولفتن النظر في تصريحات لهن بمناسبة تنظيم الدورة الثالثة عشرة للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان إلى أن المسابقة زاد عدد المتنافسين والمتنافسات في كل دورة بها جودة وتميزاً في التلاوة والترتيل والحفظ والتجويد، كما أسهمت في نشر الخيرية في هذه الأمة.
الرد العملي
بداية، قالت مديرة مكتب التربية والتعليم بوسط الباحة الأستاذة مريم بنت عبدالرحمن الغامدي: إن المسابقة أسهمت في تخريج جيل من الناشئة والشباب من البنين والبنات من المتميزين في حفظ كتاب الله كان ولا يزال هذا الإسهام مباشر في خدمة دينهم، ووطنهم في مختلف المجالات, ولا شك أن هذا العدد المتزايد من الخريجين والخريجات وأثرهم الايجابي في المجتمع رد عملي على كل من يطعن في كتاب الله، مؤكدة على أن المسابقة أثمرت عن وجود كوكبة من الشباب الحافظين لكتاب الله الكريم ومن الجنسين، مشيرة إلى أن مجموعة من حفظة كتاب الله يؤمون المصلين في المساجد رغم صغر سنهم، ويلاحظ عليهم حسن تعاملهم مع آبائهم وأمهاتهم ومجتمعهم وتفوقهم كذلك في مدارسهم الأساسية صباحًا وهذا كله بفضل حفظ كتاب الله تعالى، ويلاحظ عليهم كذلك تخلقهم بالقرآن الكريم في حياتهم وبهذا يسهمون في نفع أمتهم ووطنهم.
إدراك المعاني
أكدت مديرة الإشراف التربوي بتعليم البنات بمنطقة الجوف الأستاذة نجوى بنت عبدالله الخوصان أن صلاح الأمة مرتهن بتعلم كتاب الله وفهمه وإدراك معانيه وتطبيق وتقديم أسسه الحضارية الراقية الداعية للمحبة والسلام.
نهضة قرآنية
كما أبانت رئيسة قسم العلوم الشرعية الأستاذة هيلة بنت علي الهدياني أن الإقبال المتزايد للناشئة من البنين والبنات على حلق القرآن الكريم وجمعيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم من أجل الالتحاق بالمسابقة المحلية لها نتائج ايجابية وثمار مباركة تزداد قوة وحيوية كل عام حيث يزداد المتنافسون والمتنافسات في كل دورة جودة وتميزا في التلاوة والترتيل والحفظ والتجويد، وتسهم في نشر الخيرية في هذه الأمة من خلال إعداد الحفاظ المقبلين عليها، والمسابقة من أهم المحفزات للعناية بالقرآن الكريم والتشجيع على تلاوته وحفظه حتى أنها شجعت أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بحلقات التحفيظ لتعلمه القراءة الصحيحة المجودة المرتلة، لتنشأ أجيال صالحة نافعة لأنفسها وأهلها وأمتها, الأمر الذي هذب سلوكهم ونمى فيهم ملكات الحفظ والتذكر كما تفوق هؤلاء الحفظة في تحصيلهم الدراسي والعلمي. فضلا عن تمسكهم بأخلاق القرآن وآدابه.
وأكدت هيلة الهدياني أن تزايد الطلب على حلقات التحفيظ وكثرة المسجلين فيها من طلاب وطالبات يعد دليلا على توجه أبناء المجتمع نحو الحلقات، حيث إننا الآن نعيش نهضة قرآنية، وزيادة عدد الحلقات والأخذ بأسباب التقنية الحديثة وجذب الناشئة نحو الحلقات بالترغيب، كما تعد المسابقة القرآنية من الوسائل المجدية لاستنهاض وشحذ الهمم لحفظ القرآن الكريم والإقبال على حلقات ومدارس التحفيظ.
واعتبرت المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للبنين والبنات من أروع الأعمال الدنيوية، حيث ظهر أثر القرآن الكريم في تنشئة الفرد وتربية المجتمع قال تعالى: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }، فمن أهم آثار القرآن الكريم تهذيب السلوك الإنساني، وتزكية النفوس، ونشر الأخلاق الفاضلة، حيث أن السلوك والخلق ينشأ من الفكر والاعتقاد.
وطرحت رئيسة قسم العلوم الشرعية بعض المقترحات لتطوير المسابقة منها : تكثيف الإعلان عن المسابقة في شتى الوسائل المرئية والمسموعة، وإقامة حفلات تكريم للمسابقة على مستوى المناطق المشاركة، وإقامة حلقات خاصة للراغبين بالمشاركة حتى يتم إعدادهم الإعداد المناسب، وإيجاد برنامج متابعة وتأهيل لجميع المتسابقين وخصوصا الحاصلين على المراكز الأولى وذلك للاستفادة منهم في الأعوام المقبلة، وتزويد الجهات المشاركة بأقراص مسجل عليها المسابقة وتعميم الأخطاء الفنية الشائعة للمتسابقين للاستفادة منها وتلافي الأخطاء مستقبلا.
غرس العقيدة
أما مديرة مكتب التربية والتعليم شمال الرياض الأستاذة شريفة بنت عبدالعزيز الجمعة، فقالت: إننا من المعنيين بتعليم وتربية الناشئة فإنه على رأس أولويات أهداف رسالة التربية والتعليم غرس العقيدة الإسلامية ومبادئها في نفوس النشء، وهذا لن يتأتى إلا بالحرص التام على دستور الإسلام وكتابه الكريم بالحفظ والتدبر والذي يتمثل جلياً في مثل هذه المسابقات النيرة من خلال دعمها لغرس حب الخير وبذل العطاء، وهذا هو ما عهدناه من ولاة أمرنا ومن دولة سخرت كل إمكاناتها في خدمة الإسلام والمسلمين فهنيئاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هذا التوجه وهذا الخير وهذه المبادرة المباركة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ووجهت تهنئتها للأبناء والبنات من حفظة القرآن الكريم على هذه الرعاية وهذا الاهتمام والتكريم، معربة عن شكرها وفخرها بالقائمين على هذه المسابقة، ووفق الله الجميع لكل خير ونفع بهم.