Friday  05/08/2011/2011 Issue 14190

الجمعة 05 رمضان 1432  العدد  14190

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لنحاكم أنفسنا قبل أن يحاكمنا التاريخ، وربما أدين تاريخ أمة، أو جيل من الأجيال، ولطخت صفحاته، بسبب فرد من الأفراد، أو شخصية من الشخصيات أيّاً كان موقعها،

وقد نسيء إلى تاريخنا حين نتخلى عن قيمة من القيم السامية المعروفة.

على سرير المرض، وفي قفص الاتهام يستحضر القائد:

ألا لا تلوماني كفى اللوم مابيا

فما لكما في اللوم خيرٌ ولا ليا

ألم تعلما أن الملامة نفعها

قليلٌ وما لومي أخي من شماليا

فلو شئت نجتني من القوم نهدة

ترى خلفها الحوّ الجياد تواليا

ولكنني أحمي ديار أبيكمُ

وكان الرماحُ يختطفن المحاميا

* لازلنا نتذكر الجو العام، والمناسبة التي قيلت فيه القصيدة، وأستاذنا (المصري)، وهو يشرق ويغرّب في أدبياتها حول قيم العرب، وهو بلا شك سيذكر إذا لم ينخرط في العمل السياسي، شأنه شأن غيره من (المصريين) الذين استحوذت ثقافة الانتخابات، وأهداف الأحزاب، وقانون المحاكم على تفكيرهم.

* قد لا يكون للفكرة أحيانا، ولا للموقف ذلك الحضور، أو التفاعل في الوجدان إلا من خلال معايشة حدث ما، هذا بالفعل ما وقع، ونحن نرصد فلتات ألسنة الجماهير في بعض البلدان التي اختلت أنظمة الحكم فيها، والجنس العربي فيما يبدو تغلب عليه العواطف أكثر من غيره، فالزعيم العراقي السابق أقصيناه حيناً من عواطفنا، وفي بعض المواقف ترحمنا عليه، وربما كانت هناك فئة ضحّت له في (عيد الأضحى)، أو على الأقل اختلفت على ذلك.

* لا نختلف أن الظلم عواقبه وخيمة على من وقع فيه، وآثاره على نفس الإنسان جرح غائر لا يندمل إلا بالموت، وبسببه قد تتوارث الأجيال الضغائن والأحقاد، ويصبح جزءاً من تشكيل شخصيتها، وربما من موروثها الفكري والثقافي، والعدالة الاجتماعية مطلب الشعوب، وهدف يسعى له الإنسان، ذي الفطرة السليمة.والتسامح والعفو إلى جانب ذلك قيمة من أعلى القيم:

إن(الرسول) لسمحٌ ذو مياسرةٍ

إذا تملّك أعناق (الطغاة) عفا

* ليس دفاعا، أو تمجيدا لنظام أصبح في حكم التاريخ، لكن على استقراء مني قد يكون ناقصا، ففيما أعلم، لم يكتب لمصر (استقرارا سياسيا) على يد حاكم - حكمها لمدة ثلاثة عقود - كتلك الفترة التي عاشت فيها (مصر العزيزة) تحت حكم رئيسها السابق (مبارك)، وأقف عند الاستقرار السياسي، وتلك حسنة يجب ألا تغفل في خضم هذا الاندفاع نحو الديمقراطية.

* من كمال، أو من علامات نضج العقل عند الإنسان إعراضه عن الماضي إلا متأملاً ومتدبرا، وبخاصة إذا لم يكن هناك طائل من اجترار هفواته، ونكباته، ومآسيه، وزلاته، والشعوب العربية على ثقة أن (الشعب المصري) بعراقة مؤسساته السياسية والثقافية سيتجاوز أزمته، محافظا على المقدرات التي اكتسبها، متجاهلا السلبيات التي اعترت تلك الفترة، وأضرت باقتصاده،أو تسببت بتراجع موقف بلاده كأمة لها ثقلها ومكانتها، فخريطة الطريق لمستقبل (مصر) هو الأهم، وهو الأجدر بالطرح.

(استدراك)

أ معشرَ تيمٍ قد ملكتم فأطلقوا

فإن أخاكم لم يكن من بوائيا

فإن تقتلوني تقتلوا بي سيدا

وإن تطلقوني تحربوني بماليا

dr_alawees@hotmail.com
 

في المحكمة... للأدب حضوره
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة