بين الحين والآخر تظهر أصوات في مصر تروِّج الأكاذيب، وتنشر الإشاعات ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها.
هذه الأصوات التي يعرفها المصريون قبل غيرهم، هدفها إحداث الوقيعة بين أبناء البلدين لأهداف لم تغب عن الآخرين وعن العرب جميعاً والشرفاء في مصر والسعودية، وبما أنّ العرب يزدادون تماسكاً ويمكن لهم تجاوز أيّة محنة عند تفاهم السعودية ومصر، وأنّ هاتين الدولتين المحوريتين يمكنهما قيادة الأمة العربية إلى برّ الأمان، إذا تفاهمتا ونسّقتا العمل فيما بينهما، فإنّ أعداء العرب وأعداء مصر والسعودية بالذات، لا يريدون أن تحقق هذه العلاقة الطيبة، وقد وجدوا في التغيير الذي حدث في مصر فرصة لإحداث وقيعة بينهما، رغم أنّ الذي حدث شأنٌ داخلي، والذين يعرفون مسلك السعودية وقيادتها، يعرفون جيداً أنها لم يسبق لها أن تدخّلت في الشئون الداخلية حتى لدى الأشقاء، وبالتالي فهي ترفض أن يتدخّل الآخرون في شئونها، والذي يرصد العلاقات السعودية المصرية منذ حصل التغيير وتم في 11 فبراير، يرى أنّ قيادة المملكة كانت أكثر الدول العربية دعماً للشعب المصري.. وليس لجهة ما أو تيار ما، أو لتحقيق تكسُّب سياسي.. فالمصريون يعرفون جيداً، من هم الذين حاولوا، وما زالوا يحاولون، تحقيق مكاسب سياسية على حساب المصلحة العليا للشعب المصري.
المصريون وكذلك السعوديون الذين يقرؤون ما يُنشر في الصحف المصرية، وما يُبَث في بعض البرامج التلفزيونية، يستطيعون وبسهولة، تصنيف مواقف من يكتبون ويتحدثون، وهم على العموم معرفون ولا يحتاج الإنسان إلى جهد لتصنيفهم، فبعضهم لا يزال يحنُّ إلى فترة التحرُّش الناصري، والبعض الآخر معروفون يعيش حقبة الاستعلاء التي أطلقها بعض الشوفيين الذين يحلمون بالعودة إلى ما قبل الميلاد.. كثيرون يبحثون عن أدوار، ودائماً من يريد أن يثير ضجيجاً وتقديم نفسه للقيام بدور أستُؤجر له، يبحث عن الكبار للإساءة إليهم. وهذه حقيقة تعرفها المملكة العربية السعودية، وتتجاوز كلَّ يوم ما يُشاع عنها وما يُكتب عنها، وما يتحدث عنه المرجفون، سواء في محطات التلفزيون المصرية أو الفضائيات الأخرى، فَقَدَر المملكة العربية السعودية كقَدَر مصر، أن تكونا دولتين مؤثّرتين ومحوريّتين، وأنّ أعداء الأمة العربية والإسلامية لا يريدونهما أن تكونا متفاهمتين، حتى لا تُسقطا خطط الأعداء ومؤامراتهم ضد العرب والمسلمين، ولهذا فإنهم يستأجرون أقلاماً وأصواتاً من أجل خلق فتنة بين الكبار
jaser@al-jazirah.com.sa