سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الغراء يوم السبت 22 شعبان 1432هـ الموافق 23 يوليو 2011م، للكاتب فهد الحوشاني والذي جاء تحت عنوان: «مواسم الاحتفال» واستعرض من خلاله فكرة محدودية أهمية المهرجانات السياحية التي تقام في عدد من مدن المملكة، مع إشادته بتنامي ثقافة الاحتفال داخل المجتمع السعودي.
وإذ نتوجه بالشكر والتقدير للكاتب على طرحه لهذا الموضوع المهم، وحرصه على متابعة الشأن السياحي، إلا أننا نود التأكيد على أن ما جاء في سياق المقال حول جدوى المهرجانات السياحية، يحتاج بعض التوضيح، كما يلي:
أولاً: تحدث الكاتب عن المهرجانات وأنه بالكاد يحضرها سكان المدن التي تقام فيها، وبأنها لا تستقطب أحداً من خارج تلك المدن، واقترح تغيير اسمها إلى صيفية أو ترفيهية، بدلا من سياحية، ولا يخفى على الكاتب أن المهرجانات والفعاليات تعد أحد أهم الأنشطة السياحية الموجودة في جميع دول العالم، مع أنها ليست النشاط الوحيد التي تقوم عليه السياحة، وهي تؤدي دوراً بالغ الأهمية في تنشيط الوجهات السياحية وزيادة الطلب على الخدمات والمنشآت السياحية وغير السياحية، وزيادة عدد الرحلات السياحية، بالإضافة إلى إبراز المقومات السياحية في المنطقة أو المدينة أو المحافظة التي تقام فيها تلك الفعاليات والمهرجانات، كما تسهم في توعية المجتمع وتصحح المفاهيم الخاطئة عن السياحة، وتقوم بدور فاعل في تعزيز البعد الحضاري.
ثانياً: على المستوى الاقتصادي تقوم الفعاليات والمهرجانات السياحية بتوفير عدد كبير من الفرص الوظيفية للشباب، سواء كانت وظائف مؤقتة أو دائمة، وتسهم في تسويق الخدمات السياحية وغير السياحية مثل المنتجات الزراعية والصناعية والحرفية. كما أن الفعاليات والمهرجانات تساهم في إقناع وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المنشآت الاقتصادية والسياحية في المنطقة التي يقام فيها هذا المهرجان.
ثالثاً: من الأمور المهمة التي تعود بالمنافع على المناطق التي تقام بها المهرجانات تطوير البنية التحتية، فقبل إقامة الفعاليات والمهرجانات تبدي مجالس التنمية السياحية في المناطق والمحافظات والأمانات الجهات المعنية بالمناطق اهتماما كبيرا بتطوير البنية التحتية قبل مواعيد إقامة المهرجانات التي يترتب عليها توافد أعداد كبيرة من السياح لتلك المناطق.
رابعاً: في العام الماضي 1431هـ تجاوز عوائد مهرجانات الصيف 7.7 مليار ريال سعودي بعدد زوار تجاوز 9.8 مليون زائر في مختلف مناطق المملكة التي نظمت فيها هذه المهرجانات، مما يؤكد على أن المهرجانات والفعاليات السياحية حققت نجاحا مميزا وساهمت بفعالية كبيرة في تنشيط الحركة السياحية المحلية، وقد عملت الهيئة كجهة اختصاص في التأثير على آليات تنظيم المهرجانات والفعاليات السياحية، واستطاعت تحويلها من الاعتماد على الجهود التطوعية إلى الإدارة والتنفيذ بشكل احترافي بواسطة شركات متخصصة ذات كفاءة وخبرة بالأمور التنظيمية لتحقيق الأهداف المرجوة منها، كما تعمل الهيئة مع المنظمين على الرقي بجودة المهرجانات.
ماجد بن علي الشدي- مدير عام الإعلام والعلاقات العامة