مات الشاعر الغنائي الكبير (مسلم البرازي) عليه رحمات الله..
مات هذا الإنسان الشاعر عن عمر يناهز الثمانين عاما، ولم يترك وراءه شيئا من حطام الدنيا وزخرفها وزينتها.. بل ترك وراءه قصائد خالدات، وأناشيد مركوزة لا تنسى في القلوب، وأغاني محفورة في الذاكرة، لطالما رددتها الألسن، واختلطت بها أهازيج الكبار والصغار.
***
قدم (مسلم البرازي) عليه- رحمات الله- إلى المملكة في عام ألف وثلاث مائة وأربعة وثمانين بدعوة من معالي وزير الإعلام في ذلك الوقت الشيخ (جميل الحجيلان) أي بعد قدومي بعدة أشهر، ثم انضم إلى موظفي وزارة الإعلام بناء على رغبة معالي الوزير، فعمل في الإذاعة في قسم (الموسيقى والغناء). (بإذاعة جدة) واستمر في عمله هذا طيلة عهد الشيخ (جميل الحجيلان) وقد نقل خلال ذلك إلى (إذاعة الرياض) واستمر في العمل طيلة عهد الوزير التالي (الشيخ (إبراهيم العنقري)- عليه رحمات الله-.
وفي عهد الدكتور (محمد عبده يماني)- عليه رحمة الله- تم فصله من العمل أو عدم تجديد عقده بناء على سوء تفاهم حصل بينه وبين رئيسه المباشر.. وظل يتعاون مع التلفزيون في مجال رقابة البرامج إلى أن توفاه الله في أوائل شهر شعبان- عليه رحمات الله-.
***
ولد الشاعر (مسلم صبري البرازي)- عليه رحمة الله- (في سورية) في أوائل الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي.. وعلى الرغم من أن أجداده يقطنون مدينة (حماة) لكنه ولد في (دمشق).. وتعود أصوله الكردية إلى العشيرة (البرازية) التي استوطنت في أكثريتها في مدينة (حماة).. وهي عشيرة كردية مرموقة أنجبت عدداً من الشخصيت السورية البارزة.. منهم الدكتور (محسن البرازي) عليه رحمة الله والذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد (حسني الزعيم) عليه رحمة الله.. والسيد (حسني البرازي) الذي كان في فترة من الفترات في عهد الاستقلال نائباً في البرلمان السوري، ورئيساً لتحرير جريدة من الجرائد اليومية المهمة هي جريدة (الناس).. كما أن من هذه الأسرة أو العشيرة السيد (خرشو البرازي) قاتل السيد (سامي الحناوي) ثأراً والذي انقلب على السيد (حسني الزعيم)، وقتله، وقتل معه رئيس وزرائه الدكتور (محسن البرازي).
***
وفي عام ألف وتسع مائة وثمانية وأربعين كان (مسلم البرازي) عليه رحمات الله يدرس في المرحلة الإعدادية المتوسطة حينما لبى دعوة السيد (فوزي القاوقجي) رئيس جيش الإنقاذ، في الانضمام إلى المجاميع التي انحازت إليه للمشاركة في قتال الصهاينة لتخليص (فلسطين) من براثنهم، وكان لا يزيد عمره آنذاك على خمسة عشر عاماً، وقد برهن بذلك على تمتعه بحس وطني رفيع المستوى في وقت مبكر في حياته.
***
وفي الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الميلادي الماضي نشط (مسلم البرازي) في ميدان الإعلام والفن والشعر، وسبق وتقدم وتميز في مجال الشعر الغنائي، فحملت قصائده أصوات كثير من المطربين والمطربات مثل (رفيق شكري) و(سعاد محمد) و(نجاة الصغيرة) و(فايزة أحمد) و(فتى دمشق) و(نجيب السراج) و(فدوى عبيد) و(مها الجابري) و(كروان) وغيرها.
***
لم يكن (مسلم البرازي) رحمه الله على وفاق مع الحكام العسكريين الذين اختطفوا الحكم في (سورية).. فلم يتعاون مع (حسني الزعيم) ولا (سامي الحناوي) ولا (أديب الشيشكلي) ولا حتى (عبدالناصر).. وحنيما انحسر حكم (عبدالناصر) عن (سورية) في نهايات عام ألف وتسع مائة وواحد وستين، كان (مسلم البرازي) من أوائل الشعراء والفنانين الذين فرحوا وابتهجوا بعودة الحرية والحياة الديمقراطية إلى (سورية) لكن هذه الفرحة لم تطل فقد عاد الحكم العسكري إلى (سورية) مع بدايات عام ألف وتسع مائة وثلاثة وستين!!.. وعندما تلقى الدعوة لزيارة المملكة في عام ألف وتسع مائة وأربعة وستين كان مهيأً نفسياً ومعنوياً للاضطلاع بالدور الجديد الذي سيقوم به!
***
بعد وصوله إلى المملكة جال في كل مناطقها بترتيب من (وزارة الإعلام) وطاف في العديد من مرابعها، ونظم قصائد عديدة عن (جدة) و(الطائف) و(المنطقة الشرقية) و(القصيم) وغيرها، ومن ذلك:
- (لو كلفت علكي تقللي درب الطايف فين)
- (اسكتش المنطقة الشرقية)
- (حنا من القصيم حنا).
- (ورد عالعين عين الجابرية غزال زين وتلفَّت علي).
وغيرها وغيرها وغيرها.. وقد قام بأداء هذه الأغاني في أكثرها المطرب (محرم فؤاد) والمطرب (فهد بلان).
***
ولعل من أوائل الأناشيد التي برز فيها (مسلم البرازي) وتجلت فيها عبقريته الشعرية، وصارت تتردد على ألسنة الناس كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، نشيده الرائد الرائع، (فيصلنا يا فيصلنا بيدك رافع فيصلنا) والذي نظمه مع افتتاح (إذاعة الرياض) ولحنه الموسيقار الكبير الأستاذ (طارق عبدالحكيم) وأداه مع المجموعة!!
وكذلك نشيد (سلمك الله، يا بوعبدالله).
الذي لحنه وأداه المطرب الكبير (وديع الصافي)!!
والنشيد الثالث عن (الملك فيصل) عليه رحمة الله والذي كان له وقعه الكبير في حينه هو نشيد (فيصل هو الحد الفاصل بين الحق وبين الباطل) الذي غناه وأنشده المطرب الكبير (فهد بلان).
***
لقد درس (مسلم البرازي) الشاعر الكبير رحمه الله تاريخ المملكة، وتعرف على البطولات الخارقة التي بذلها الملك (عبدالعزيز) -طيب الله ثراه-.. ومن كان معه من الرجال المجاهدين الأبرار، فأحب ذلك التاريخ، وعشق تلك البطولات وتحول ذلك الحب إلى قصائد وأناشيد جرى بها قلمه ولهج بها لسانه، ومن تلك القصائد والأغاني والأناشيد:
(أبو تركي وأخو نورة).
هذا النشيد الذي يتحدث عن (الملك عبدالعزيز) ويشيد بفروسيته وأخلاقه العالية والقيم الإسلامية الكريمة التي كان يتمسك بها ويجاهد من أجل إعلائها..
ومن الأناشيد الرائعة الجميلة التي تتحدث عن توحيد المملكة، وعن التطبيق العملي للإسلام ومبادئه، نشيد (أصل العروبة) الذي يقول:
أصل العروبة من هنا
من (نجدنا) و(حجازنا)
والله جل جلاله
ختم الرسالة من هنا
ونشيد (قومي الذي يقول:
قومي في الناس هم الأول
ولدين الخالق ما فعلوا
من (مكة) أشرق دينهم
ومن (الدرعية) قد عدلوا
***
لقد وقف الشاعر الكبير (مسلم البرازي) موقفاً شجاعاً واضحا قوياً لا لبس فيه مع المملكة والملك (فيصل) عليه رحمات الله وما يمثله من نهج إسلامي كريم أصيل، وكان حرباً لا تعرف الهوادة على أعدائه وأعداء المملكة من الناصريين واليساريين والشيوعيين والملحدين، فنظم القصائد العديدة في ذلك وكان من أهمها وأبرزها نشيد:
إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية
إسلامية إسلامية
من مكة (فيصل) أعلنها إسلامية إسلامية
ونشيد:
من ستمائة مليون من كل عشيرة ولون
وقد قام بتلحين جلّ هذه الاغاني والأناشيد إن لم يكن كلها، الملحن الكبير الأستاذ (محمد محسن) عليه رحمات الله.
***
ولم تكن قضية (فلسطين) غائبة عن ذهنه.. وكيف تغيب، وقد هجر دراسته في سبيل الدفاع عنها، والرغبة القوية في سبيل استردادها سالمة قوية عزيزة إلى أهلها العرب والمسلمين.. وقد نظم لأجلها لأجل (فلسطين) قصائد عدة منها (إلى فلسطين) يقول فيها:
أنا صادق لو قلت عائد
إلى فلسطين الحبيبة
ما دام دين الله قائد
سأعود للأرض السليبة
وقد بقي المطلع الأول من هذه القصيدة يشكل اللحن المميز لبرنامج (مع الفدائيين) الذي قدمته (إذاعة الرياض) بصورة يومية عدة سنوات وكان يكتبه الدكتور (أحمد عبدالحليم الروسان).
***
ظل (مسلم البرازي) الذي سماه الشيخ (إبراهيم العنقري)- رحمه الله- (الشاعر المرهف) و(الشاعر الأنيق) ظل مخلصاً للمملكة محباً لها، يتغنى بتاريخها، ويفاخر بمسيرتها، ويعتز بملوكها الذين عاصرهم وعاش في أرضهم ونعم بخيرهم فألف قصائد كثيرة بعد استشهاد (الملك فيصل) عليه رحمات الله، ونظم أناشيد جميلة جداً منها:
العدل هنا والأمن هنا
وحدود الله تقام هنا
ومنها:
العدل أساس الملك هنا وهو الميزان
و(الفهد) و(عبدالله) لنا أمن وأمان
على الرغم من أن (وزارة الثقافة والإعلام لم تعطه ما يستحقه من حقوق، ولم تراع ظروفه الخاصة ولا سيما في السنوات الأخيرة من حياته!!
***
عندما استقر (مسلم البرازي) في عمله في الرياض، استقر مشرفا على (قسم الموسيقى والغناء) في الإذاعة وكنت في حينها مديراً لإذاعة الرياض، وقد بذلنا جهوداً كبيرة كانت له فيها اليد الطولى في تدعيم فرقة الإذاعة الموسيقية فتعاقدنا مع عدد من الموسيقيين والعازفين العرب من (سورية) و(مصر) و(الأردن) وتوصلنا إلى فرقة موسيقية متكاملة برئاسة الأستاذ (سعيد قتلان) وهو موسيقي سوري.. وبالتعاون مع الموسيقي السعودي الكبير الأستاذ (طارق عبدالحكيم) وعازف الكمان المشهور الأستاذ (أحمد الحفناوي) نفذنا وفي استوديوهات (إذاعة الرياض) عدداً من أغاني المطربين السعوديين الأساتذة (عبدالعزيز الراشد) و(سعد إبراهيم) و(عبدالقادر حلواني) وغيرهم، وكان لـ(مسلم البرازي) رحمه الله في تلك الأغاني بصمته الخاصة وأسلوبه وطريقته في تجويد العمل وحسن إتقانه..
***
مات (مسلم البرازي) عليه رحمات الله باراً بأمه وأبيه وإخوانه وأخواته وكل أرحامه.. فقد زاره أبوه (صبري البرازي) في (جدة) منذ أكثر من أربعين عاما، حج إلى بيت الله الحرام في تلك الزيارة، وقد تعرفت عليه في حينها، ويتراءى لك إذا نظرت إليه عليه رحمة الله، أن أمامك واحداً من الرجال الأوائل الذين يملأون عينيك بهيئتهم، ويشدون أذنيك بصوتهم الرجولي الجهوري، ويأسرون قلبك بحديثهم الطلي وما يحتويه من وقائع وعبر.. مات (صبري) وهو راض عن (مسلم) وقد بكاه كثيراً حينما مات.
وأما (أم مسلم) فقد زارته في (الرياض) منذ أكثر من ثلاثين عاما، وأقامت عنده، وقد سعد بذلك كثيراً.. وبقيت عنده إلى أن ماتت وهي راضية عنه وعن أخته الشقيقة (مسرة) التي تقيم معه، ودفنت- عليها رحمات الله- في (الرياض) وقد بكاها بكاء شديداً، وتألم أشد الألم لفراقها، وقال فيها أجمل القصائد ومنها قصيدة مطلعها:
(يا أجمل وجه في الدنيا يا أمي).
***
مات (مسلم البرازي) عليه رحمة الله، وهو يقيم مع أخته الشقيقة (مسرة) والتي تصغره بحوالي عشرين عاما، والتي لم تتزوج مراعية لظرف أخيها الذي لم يتزوج أيضاً! فقد كانت هذه الأخت الكريمة، فضلاً عن كونها أخته، كانت أمه أيضاً وكانت ابنته وكانت صديقته المخلصة الحنون.. ولذلك تعتبر هذه الأخت العزيزة، قد فقدت بموت أخيها (مسلم) شيئاً نفيساً كبيراً فريداً..
وتقول الأخت (مسرة) من عادتي أن أسافر كل سنة إلى (سورية) وأمضي فيها عطلة الصيف.. ولكن هذه السنة حل وقت السفر، فشعرت بنفسي أنه لا رغبة لي بذلك..وقد تساءل (مسلم) عليه رحمات الله أكثر من مرة ألم يحن وقت السفر؟ متى ستسافرين؟ وكلما سألني هذا السؤال تقول: (مسرة) كنت أشعر كأن عشرة أشخاص كانوا يشدونني من الخلف ويقولون لي: لا تسافري! فلم أكن أعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يريد لهذا الرجل أن يموت دون أن يكون معه أحد!!
ومن عجب أنني والزميل الدكتور (بدر كريم) نعتبر من أقرب المقربين إليه، لم نعلم بوفاته وأنه قد ووري الثرى إلا بعد أسبوع من ذلك ومن خلال مقال كتبه الأستاذ (محمد الماضي) المشرف على القناة التلفزيونية الثقافية نشرته له صحيفة (الجزيرة) ينعى فيه (مسلم البرازي)!!
***
كان (مسلم البرازي) عليه رحمة الله أنيقاً حريصاً على مظهره وحسن هيئته وهندامه، كما وصفه الشيخ (إبراهيم العنقري) عليه رحمة الله..
كان حريصاً على انتقاء (ربطة عنقه) و(جاكيتته) وحذائه و(القميص) تحت (الجاكيته) والبنطال) وتناسب الألوان في هذه الأشياء..وكان يحب عطر (الكارون) ويهدي أحبابه منه في المناسبات..
كان لا يأكل كثيراً.. بل كان معتدلاً في الأكل..
وكان خطه مميزاً.. ظاهر الحروف والكلمات..
وكان محباً للقرآن الكريم وكثيراً ما يستشهد بآياته..
وكان متمكناً من قواعد اللغة العربية..
وأما بحور الشعر وأوزانها وأنواعها، فحدث ولا حرج وهو علم من أعلام ذلك الفن.. وكان متعصباً للشعر العربي الفصيح الموزون المقفى.. ولا يعطي بالاً للشعر المنثور ولا يهتم به، وربما حاربه وتحامل عليه!!
وكان من أحبائه وأصفيائه الملحن الكبير الأستاذ (محمد محسن) عليه رحمة الله الذي لحن له معظم قصائده وأناشيده.. والأستاذ الشاعر الزميل (منير الأحمد) عليه رحمات الله ومن أصدقائه أيضاً الزميل الإعلامي الكبير الأستاذ (خلدون المالح) وكان يحرص على أن يتصل بالهاتف كل فترة بالأديبة الكبيرة السيدة (كوليت خوري)..
وكنت أشعركذلك أنه كان يكن للأستاذ (عبدالرحمن الهزاع) وكيل وزارة الثقافة والإعلام والأستاذ (محمد الماضي) المشرف على القناة التلفزيونية الثقافية، كل محبة وتقدير واحترام.
***
قبل أن يموت بيوم واحد، كلمني بالتلفون فقد حاولت الاتصال به في اليوم السابق ولكن لم يرد عليّ.. وحينما كلمني لم أعرف صوته.. كان صوته متغيراً.. فسألته من أنت؟ قال أنا مسلم.. قلت: إن صوتك متغير! هل أصابك شيء؟ قال لي: لا أنا بخير والحمد لله.. وتحدثنا في أحاديث مختلفة.. وانتهت المكالمة وقلت في نفسي لأذكرن الشيخ (جميل الحجيلان) بوعده وأقول له: أنجز حرّ ما وعد فقد تحدثنا مع معاليه في حديث سابق عن أمر (مسلم) عليه رحمة الله، وظروفه الصعبة التي يعاني منها، وأنه سيكتب إلى صاحب السمو الملكي الأمير (خالد الفيصل) أمير منطقة (مكة المكرمة) بخصوصه.. وطلب إليّ أن أذكره بذلك.. ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن ينتقل (مسلم) إلى رحاب الله قبل إنفاذ هذه الرسالة!!
عاش (مسلم) السنوات الأخيرة من حياته مع (اخته) الشقيقة في شقة صغيرة.. وكان مورده الشهري الأساسي مبلغا ضئيلا يأتيه من (وزارة الثقافة والإعلام) لقاء رقابته لبعض البرامج والنصوص.. ولم يكن يصرف له ذلك المبلغ بصورة منتظمة.. بل كان يتأخر صرفه في بعض الأحيان لعدة شهور!
وعاش طيلة تلك السنوات يعاني من عدة أمراض أشهرها (النقرس).. عاش بدون سيارة ولا من يقودها ولا من يعينه إلا الله ثم أخته الكريمة الصابرة!!
كان لا يخرج من شقته إلا لأمر ضروري جداً، وكان لا يستطيع السفر لأنه لم يكن لديه جواز بذلك!
***
اللهم يا رب العالمين، ويا أرحم الراحمين، ويا أجود الأجودين.. ها قد جاءك (مسلم) يحمله إليك نفر قليل لا يزيدون على أصابع اليدين، إن لم يكن أصابع اليد الواحدة.. جاءك بهذا الوفد القليل الضعيف الفقير.. جاءك (مسلم) خاشعاً ذليلاً فقيراً، يرجو رحمتك، ويخاف عذابك.. فأنزله يا ربي المنزل الذي ترضاه.. منزل المغفورة ذنوبهم.. يا رب، لقد كان (مسلم) باراً بوالديه، ورسولك الصادق المصدوق يقول: (فليفعل البار ما شاء أن يفعل، فلن يدخل إلا الجنة) فأكرمه يا رب بجنتك، وأجره من نارك..
يا رب لقد كان (مسلم) خيّراً كريماً جواداً يكرم أرحامه، وأصدقاءه ومعارفه، ويعطف على الفقراء والمساكين، ويتعهد بالرعاية والعناية حتى مخلوقاتك من الحيوانات كما تحب وترضى، فأنزله يا رب منزلة السعداء الأبرار الأخيار من أصفيائك..
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله..
اللهم اجعلنا وإياه، من عبادك الذين أصغوا بالسمع إلى ندائك الندي الحاني الشفيق الرفيق الرحيم. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
Z-alayoubi@hotmail.com