يـتصـل بي بعض الزملاء في المهنة من صحف بينها خليجية، ومواقع إنترنت عربية، أضيف لها هذا العام قنوات الإف إم الإذاعية؛ وذلك لطلب أن أكون ضيفاً على الدردشات الصحفية الرمضانية المعتادة، التي تتناول أسئلة أو استجواباً حول برنامج اليوم الرمضاني وجديده، والسفر خلاله، أو البحث عن أي موقف رمضاني طريف، وآخر لا يُنسى، وغيرها مما قد تحمله الذاكرة الشابة التعيسة أحياناً، أو حديثاً عن مشاعر باقية حول رمضان بعيداً عن الديرة.. وهكذا.
ولأن ذاكرتي لا تحمل أشياء مميزة تستحق الإشهار من رمضانات فائتة فقد اعتذرت، والسبب المعلن باستمرار وجودي خارج المنطقة العربية كلها صيفاً، ومن لم يسعفني الاعتذار إليه فأنا هنا أعتذر أكثر من مرة.
وأقول إن السبب الأكثر جدية أن رمضان بالنسبة لي لا يحمل الكثير؛ فهو لا يغير جدول العمل اليومي، ولقاءات اليوم الهامشية الأخرى، ونشاط النت وأهلها، وبعض الرياضة، ولست من رواد الاستراحات أو عشاق الشيشة، وبيني وبين الدخان عداء يتطور.
ونصيحة لمن يعتقد أنه فرصة للإقلاع عن التدخين أقول له: إن هذه أمنية لا حقيقية؛ شهر الصوم بفراغ ليله الطويل خطر لا فرصة، والتقديرات تقول إن استهلاك المدخنين في رمضان تتضاعف.
نسأل الله لهم السلامة. البرنامج اليومي الرمضاني مثل أي يوم عادي، بل أقل إثارة، وهو جواب لن يكون مثيراً أو لافتاً صحفياً بالضرورة.
ولا ذكريات حاضرة إلا الطقس الحار؛ حيث اختار أن يأتي هذا العام في شهر أغسطس الميلادي أكثر الأشهر حرارة.
ولندعُ الله أن يشمل برحمته وعفوه مخترع الطاقة الكهربائية ومن بعده صاحب التكييف الذي يحول الهواء الساخن إلى الدرجة التي نريد.
ولكل من قدموا للإنسانية فتحاً علمياً أو تقنياً.
عن شهر الصيام لا ذكريات مهمة، ولست مهيأ لاستخدام مخيلتي الروائية، أو إطلاق عنانها قبيل رمضان، وذلك من باب «سد الذرائع»؛ فقد يدخل من بابها كذب - ولو غير ضار- افتتاحية لشهر الصوم، وإن كنت أمقت الكذب وأهله طوال السنة، بل أجده دليل ضعف وخوف، ومكر جبان.
نحن نتجمل أحياناً، وندَّعي أن رمضان كله مميز، ولا أحد يريد له أن يرحل، فيما الشعور العام يؤكد أن أوله إثارة لجديد قادم، وبرنامج ليلي بلا إنتاجية، فيما يصبح منتصفه تعوداً، ثم يأتي آخره ترقباً لفرح العيد. أكرر الحديث عن البرنامج اليومي وتوابعه.
لذا فضلت الحديث هنا، وليعذرني بعض الزملاء، وكل شهر وكل رمضان والجميع بحب وخير وصفاء نية.. وصدق دائم..
إلى لقاء.