واصل عبدالله البوخضر - الأحساء - شقراء
الكل استبشر بالقناة الثقافية وتفاعل معها كعامل مساعد في وصول الخبر وفي معايشة الحدث أولاً بأول خصوصاً إذا كان النقل مباشر وله مقدمات سبقت مجيئه وقدومه حتى في الأوامر والتوجيهات التي تخص الشأن الثقافي والأدبي أو في متابعة المناسبات والمناشط التي يتولد منها وفيها الحراك الإبداعي والمعرفي كمعارض الكتب والمجالس ذات الصلة التي تحفل بالزمان والمكان الثقافيين كإثينية خوجة وضحوية الجاسر وأحدية المبارك مع بعض الأمسيات والمحاضرات ودعوات النوادي الأدبية إلا أن الأمر عكس ذلك، فالمتابع للقناة الثقافية يجدها لقاءات فرعية وشبه مبشرة تفتقر إلى الصياغة الجادة لإدارتها كقناة تكتنف في ذاكرتها العديد والكثير من الموضوعات الهامة والفاعلة وكذلك الأفكار والقناعات المختلفة التي تثري الساحة وتثمر في حضورها وتسهم في بقائها واستمرارها وأيضاً كان من المأمول من وجودها أن تقوم بزيارة أحد الرواد أو الرموز بين فترة وأخرى وبالذات من هم مشهورون وفي أكثر من مسار واتجاه ويتم التركيز بعد إبداعه كسيرة شخص ومنهج، على الكشف وإزالة القناع عما ثار هو بذاته أو ما أثير حوله كالجاسر والأنصاري والغذامي والقصيبي والعلي... إلخ. أين هي من عرض كتاب كديوان شعر أو قصة أو رواية أو دراسة وتأخذ رأي الحضور أو الضيوف وغالباً ما يكونون من الحفل نفسه.. وأيضاً أين هي من مجالس النقاش والحوار وصناعة الفكرة والقرار وتأهيل الرسائل العلمية والأدبية كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وكذلك أين هي من بعض الشخصيات الذين رحلوا إلى رحمة الله تعالى، كغازي القصيبي ومحمد يماني والثبيتي ومحمد ذياب وعبدالجبار وابن خميس وعلى الصعيد العربي محمد رجب بيومي وحجازي وأركون ومحصلة هذا النوع الكثير من الأسماء والشخصيات سواء على مستوى الريادة أو في الطريق إليها تواصلاً مع كفاءات أخرى وقامات سامقة لتكون هذه القناة مصدر إشعاع وانفتاح ومحلاً لتلاقي الثقافت والعطاءات وتبادل الآراء ووجهات النظر في شتى الضروب والمسارات. وماذا عساها أن تكون وهي في منأى عن الجلسات المفتوحة التي من شأنها أن تعطي الحلول أو التوقف في المتغيرات والتحولات التي تثار بين فترة وأخرى ويتطلب على المعنيين والمهتمين كمحافظين على اللغة العربية وحراسها العمل وفق هذا الفعل والمطلب فحقيقة الأمر لا شيء يميزها عن باقي القنوات سوى الاسم فحتى في شعارها بعيدة عن النسيج الكتابي أو المنظوم الاسقرائي فكأنها ملحق كجريدة أو مقطع لفاصل إعلاني.. فلا أدري لماذا وإلى الآن لم تستقل كقناة تتلفزيونية هادفة وبالشكل المناسب، وعندنا سواعد قادرة وأفكار حاضرة للوصول إلى هذا الشيء المرتقب؟!.. نعم هي القناة بين المأمول والواقع وبين الحقيقة والنتيجة، فكما رجونا أن يكون لها ما يوثق نشاطها نرجو أن يكون القارئ هو المشاهد، فكما أن القارئ وهو ممسك بدفتي الكتاب ويستمتع بما فيه فهو ذاته من أوقف آلة التوليف وريموت التنقل من قناة إلى أخرى على تلك القناة -الثقافية- وأخذ ينهل بفكره وعينه وهيئته لا يريد عنها بديلاً.. فمتى يكون ذلك؟.. لا أدري ولكن الذي أدريه إذا شئنا ذلك وأراده القائمون أيضاً لذلك.