مــن المخجل أن تتداعى الدول الغربية ومنظماتهما الإنسانية لتساعد الصومال هذا البلد العربي المسلم في ما يمر به من مجاعة، بينما يتناسى ويتشاغل المسملون القادرون والأثريــــــاء دولاً ومؤسسات وأفرادًا عن دورهم الديني والإنساني في مساعدة الصوماليين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم). ما تقوم به الدول الغربية هو أمر تشكر عليه فهي غالبا سباقة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة فلابد أن نعترف بأن لهم مساهمات سابقه قد لا يخلو بعضها من أهداف وأجندات خاصة، ولكن في مثل هذه الظروف التي يموت فيها الناس جنباً إلى جنب مع مواشيهم فلا مجال لوضع العراقيل أمام أي رغيف خبز يأتي لأن الأولية لإنقاذ الحياة! ولذلك فاسمحوا لي أن أشجب وأستنكر ما تقوم به حركة الشباب (المجاهدون) وهي التي تسيطر على معظم الصومال الآن، ولقد وضعت (المجاهدون) بين قوسين لأني أتساءل أين جهادهم الحقيقي، إذا كانوا يعلون ويقدمون السياسة ومناوراتها على إنقاذ أرواح المسلمين، فالموقف صعب وحرج وهم يمنعون المنظمات الإنسانية من إغاثة البشر، وبينما يتنادى العالم الذي هزته التقارير والصور التي تبث من الصومال فإن حركة الشباب (المجاهدون) تتهم الأمم المتحدة بالمبالغة في تقدير شدة الكارثة والجفاف!! وأن هناك استغلالا للأزمة الإنسانية سياسيًا. ومن المعروف أن تلك الحركة قد طردت الهيئات الإغاثية ولكنها عندما قامت بالطرد لم تقدم البديل، بل زادت معاناة الناس في عهدها الميمون! ولقد قال علي محمود راغي المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي بان تقرير الأمم المتحدة مجرد كذب ودعاية، وقال: «هناك ظروف جفاف تشهدها بعض المناطق وتأخر هطول الأمطار لكن ليس الأمر بالحجم الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة». ما هذه البجاحة!! ومن الذي يكذب؟! الصورة لا تكذب ولا تضلل ولقد نقلت القنوات العربية صوراً مؤلمة وهذا الرجل الذي قسى قلبه بعد أن صار سياسيًا يقول إن الأمم المتحدة تكذب! مليشيات الشباب (المسلم) وأضع بين قوسين مرة أخرى كلمة (مسلم) تمنع للأسف المنظمات الدولية من تقديم خدماتها ومساعاداتها بعد أن تداخلت السياسة بالدين واتضح أنهم طلاب سلطة، وإلا فما هو المهم رغيف خبز أو دواء يقدم لطفل يموت أو خلاف سياسي مع جهة ما! ما ذنب الصوماليين كي تمر عليهم السنون وهم في مثل هذا الوضع بينما لا أحد يهتم بهم! همهم اليومي ابحث عن لقمة يهربون بها عدة أمتار عن حفر الموت! أيها السادة ما يحدث في الصومال يشكل وصمة عار على كل مسلم سمع أو عرف بما يمر به الصوماليون أو غيرهم من البشر ويستطيع أن يساهم ويساعد ولا يفعل ذلك حبًا في المال أو أن يوجد لنفسه مبررات منها عدم ضمانة لأن تلك المساعدات ستصل لأصحابها!
أيها الإخوة الصومال تستغيث فهل يغيثها أثرياء المسلمين ودولهم بما يسد رمقهم! أين المشايخ والعلماء لدينا ودورهم في حث المسلمين للتبرع لإخوانهم المسلمين! أم أن ذلك لا يدخل في اهتمامهم، ضللنا زمنًا طويلاً نسدد الشتائم للغرب (الكافر) فإذا بالكافر أرحم بأخينا منا! وهم أكثر من يعينون المسلمين في كوارثهم ويقدمون المساعدات لهم، فها هي الدول الأوروبية تقرر مد جسر جوي إلى مقديشو بعد أن هزت الصور ونداءات الاستغاثة من المنظمات الإنسانية الدولية قلوبهم، فماذا فعل المسلمون؟! ولماذا صور الموتى والمرضى والجياع إلى حد الهزال والموت لا تهز قلوب المسلمين!
alhoshanei@hotmail.com