«الحياة تبدو - أحياناً - جميلة كضحكة طفل
دافئة كحضن أم
زاهية كأول حب
ولهذا فنحن نشتاق إلى ضحكتها
ونتوق إلى جمال عيشها ونحنّ إلى حضن حنانها ودفء حناياها».
-2 راحة النأي عن أخبار العرب..!
غبت عدة أيام في رحلة سفر قصيرة، والحق أن أكثر ما أمتعني أنني نأيت - بحكم ظروف السفر نأيت عن ملاحقة أخبار عالمنا العربي التي لا تسر فأنا - كما غيري - ألهث أكثر الوقت ما بين فضائية وأخرى وما بين صحيفة وثانية.. ولكن في هذه الأيام التي غبت فيها لم أتابع أوضاع أمتي العربية الغارقة بمشاكلها ودمائها وتمزقها.
لقد شعرت بارتياح حقيقي.. وإن كان مؤقتاً، ولمَ لا يرتاح العربي عندما لا يسمع أو يشاهد مآسي أمته، إذ كم هي أخبار أمته جالبة للألم والصداع - فك الله كربتها ووجه إمكاناتها لنمائها بدلاً من توظيف مقدراتها في سبيل تمزقها وتخلفها. و:»يا عين هلّي صافي الدمع هلّيه».
-3 كتاب وادَّعاء!
شدتني إجابة لـ أ/ يوسف اليوسف مدير عام المطبوعات بوزارة الثقافة والنشر حيث قال لصحيفة الحياة عندما سئل عن صحة ما يقوله بعض الكتاب عن عدم إجازة كتبهم فكان جوابه: «إن هذا إشاعات منهم.. وهؤلاء لم يقدموا كتبهم للفسح أصلاً فكيف يتحدثون عن منعها، ومن تقدم بكتابه تم الفسح له وهناك إصدارات لم تقدم للفسح وعندما تم عرضها في معرض الكتاب لم يتم سحبها».
لقد كشف تصريح مدير عام إدارة المطبوعات المسؤولة عن النشر: إدعاء بعض الكتاب بأن كتبهم ممنوعة وأنها لم تفسح بهدف التسويق المزيف لها وبغرض نعتهم بالجرأة المزيفة فضلاً عن تشويه هامش حرية النشر التي اتسع فضاؤه بشكل كبير في بلدنا.
وبعد بأس كتب تنتشر عن طريق الترويج الكاذب والادعاء المزيف.!
-4 وسائل الإعلام وأخبار الجرائم المزعجة!
ألا تشعرون مثلي أنكم تنزعجون من كثرة وتضخيم أخبار الجرائم التي تقع لدينا تماماً مثل ما تقع عند غيرنا.. لكن لدينا يتم تضخيمها فتجلب الفزع في القلوب، وتعطي صورة عن مجتمعنا بأنه -لا سمح الله- مجتمع جرائم.
أنا لست ضد النشر عن الجرائم لكن أدعو - كما دعوت سابقاً - إلى الترشيد في نشرها، وعدم المبالغة فيها وأن يكون الهدف منها بث الوعي لا هدف الإثارة، لقد سمعت ذات مرة من معالي الوزير الراحل الشيخ إبراهيم العنقري وزير الإعلام الأسبق - رحمه الله - أن أحد وزراء الإعلام العرب وجّه تلفزيون بلاده - قبل انتشار الفضائيات - أن يجعل يوم الجمعة مريحاً للمشاهدين فلا يبث شيئاً من أخبار الجرائم سواء ما يقع داخل بلده أو خارجه لزرع الطمأنينة في هذا اليوم على الأقل، المشكلة الآن أن صوت الإعلام ليس صوتاً واحداً تتحكم فيه حكومة أو محرك أو رقابة ولكنه صوت وثان وثالث وعاشر فالأخبار تأتيك عبر الشاشة، والشبكة والجوال والصحيفة ويخلق ما لا تعلمون.
مرة اقترحت على الصديق أ/ محمد الشهري رئيس تحرير صحيفة «سبق الإلكترونية»، اقترحت عليه أن يريح مشتركي «جوال سبق» المتميز بانتشاره والمعروف بصدقيته.. اقترحت عليه: تقليص نشر أخبار الجرائم وبخاصة أن «رسالة الجوال» تأتيك ولا تذهب إليها، وبعض أخبار الجرائم «تنكد» على قارئيها هدوء يومهم، وأثق لو أن القائمين على جوال «سبق» أوجدوا «قناة جوالية» للأخبار منزوعة من دسم أخبار الجرائم لنجحت وأقبل عليها المشتركون زرافات ووحدانا. الناس ينشدون ضفاف الراحة ولا يسعون إلى ما يجلب النشيج في هذا الزمن.
-5 آخر الجداول
لعلي بن أبي طالب «رضي الله عنه»:
سهرت أعين ونامت عيون
لأمور تكون أو لا تكون
إن رباً كفاك بالأمس ما كان
سيكفيك في غدٍ ما يكون
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576