الرياض - خاص - «الجزيرة»
أوصت دراسة ميدانية عن القضايا الدينية التي تتناولها الصحف المحلية باتخاذ كل ما يلزم لتعزيز اهتمام الصحف المحلية بالقضايا الدينية، وضرورة تناول الصحف للقضايا الدينية بشكل تفصيلي ودقيق بعيداً عن الإثارة، مشددة على ضرورة التنسيق بين الصحف فيما يتعلق بتناول القضايا الدينية.
وحثت الدراسة خطباء الجوامع على الاهتمام بتناول الموضوعات المعاصرة التي تهم المجتمع، ووضع الحوافز التي تشجع الصحف المحلية على إبراز مساحات كافية للقضايا الدينية، داعية إلى وضع الإجراءات الكفيلة بتحقيق المواءمة بين تناول الصحف المحلية وخطباء الجوامع للقضايا الدينية، والقيام بالمزيد من الدراسات والبحوث المستقبلية حول واقع اهتمام الصحف المحلية بالقضايا الدينية.
جاء ذلك في توصيات الدراسة التي أعدها يوسف بن سليمان الهاجري وحملت عنوان: «القضايا الدينية المطروحة في الصحف السعودية وترتيب أولويات خطباء مدينة الرياض دراسة تحليلية ميدانية»، وهي عبارة عن بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد بن سعود البشر.
وقد تناولت الدراسة العلاقة بين القضايا في الصحف المحلية، وترتيب أولويات خطباء الجوامع حيث درس الباحث القضايا الدينية في عدد من الصحف المحلية وقارنها باختيار خطباء الجمعة لموضوعاتهم، ووفقاً للباحث فقد احتلت صحيفة الجزيرة المرتبة الأولى في درجات الثقة لدى الخطباء فيما تنشره بشأن مختلف القضايا.
وفي إشارة الباحث إلى أهمية وسائل الإعلام وخصوصاً الصحف في متابعة القضايا الدينية وتأثيرها سلباً وإيجاباً في تشكيل الرأي العام، قال: إن وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة احتلت موقعاً هاماً بين المقاييس التي تشير إلى مستوى الحضارة والتقدم، ومن بين تلك الوسائل الصحافة حيث لها دور بارز ووظائف مهمة من أخبار وتعليم وتثقيف وتوجيه وترفيه وغير ذلك، بل أصبحت بما ترسله من مضامين مقصودة تتدخل في تحريك واتجاهات الجمهور، وأصبحت حراكاً ثقافياً جذبت به المثقفين وقادة الرأي وأصحاب السياسة وغيرهم، وتناولت الصحافة العديد والكثير من القضايا (الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية) ومن ثم كان من المهم دراسة هذه العلاقة بين الصحافة وما تطرحه من قضايا متخصصة مثل القضايا الدينية وأثر ذلك في ترتيب عينة من الجمهور الذي من المفترض أن يكون له اهتمام بهذه القضايا وهم خطباء الجوامع ومدى تأثرهم بذلك في ترتيب أولويات اختيارهم لموضوع الخطبة في يوم الجمعة.
وأضاف قائلاً: ومن أهم نظريات التأثير الإعلامية المتعلقة في قراءة هذه العلاقة نظرية «ترتيب الأولويات»، ولعل من أبرز ما يثير هذه القضية مؤخراً في المجتمع السعودي ما صرح به مجلس الشورى من دراسة لمنع خطباء الجوامع من الحديث في السياسة ومدى تأثرهم بذلك في ترتيب أولويات اختيارهم لموضوع الخطبة في يوم الجمعة، وكذلك ما وجهه مفتي عام المملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ لخطباء الجوامع من البعد عن ما تطرحه الصحافة من بلبلة أو تشويش، وألا تكون خطبة الجمعة ردود فعل لما تطرحه بعض المقالات أو الأخبار بوسائل الإعلام والصحف بالذات، ومطالبة الخطيب بالوعي في التعامل مع وسائل الإعلام.
وتركزت الدراسة على دراسة القضايا الدينية التي تهتم بها الصحف ودراسة أولويات خطباء الجوامع في اختيار موضوع خطبة الجمعة، والتعرف على العلاقة بين القضايا الدينية المطروحة بالصحف المحلية واختيار خطباء الجوامع لموضوعاتهم في خطبة الجمعة.
وقال: إن أهمية الدراسة ترجع من أهمية دراسة نظرية ترتيب الأولويات ذاتها إذ إن لوسائل الإعلام قدرة كبيرة في إبراز قضايا معينة وإهمال قضايا أخرى أقل أهمية، وعلى هذا الأساس تأتي أهمية معرفة مدى قدرة الصحافة المحلية في ترتيب أولويات الخطباء.
ويرى الباحث أن هذه الدراسة قد تكون مفيدة للقائمين على شؤون خطباء الجوامع في التعرف على العوامل المؤثرة في اختيار موضوعاتهم مما يمكنهم من الاستفادة من هذه العوامل لما يخدم مصالح المجتمع والأمة ولا يثير الفوضى والعبث.
الجدير بالذكر أن الدراسة تكونت من بابين وعدة فصول ومباحث: الباب الأول: النظري للدراسة، ويتكون من: الفصل الأول: نظرية ترتيب الأولويات، والمبحث الأول: مفهوم النظرية وفروضها الأساسية، والمبحث الثاني: العوامل المؤثرة في ترتيب الأولويات، والفصل الثاني: قادة الرأي وعلاقتهم بوسائل الإعلام، وفيه المبحث الأول: مفهوم قادة الرأي، والمبحث الثاني: خصائص وسمات قادة الرأي، والمبحث الثالث: أهمية خطبة الجمعة كنوع من أنواع الاتصال، والمبحث الرابع: العلاقة بين وسائل الإعلام وقادة الرأي.
وعرض الباحث في الباب الثاني: نتائج الدراسة، وفي الفصل الثالث عرض الباحث: إجراءات الدراسة التطبيقية وسمات عيناتها، المبحث الأول: الإجراءات المنهجية للدراسة، والمبحث الثاني: خصائص العينة وسماتها العامة، والفصل الرابع: مجالات القضايا الدينية في الصحف المحلية وأولويات خطباء الجوامع، والمبحث الأول: موضوعات القضايا الدينية بالصحف المحلية وأولوياتها، والمبحث الثاني: أولويات خطباء جوامع الرياض، والمبحث الثالث: العلاقة بين موضوعات القضايا الدينية بالصحف المحلية وأولويات خطباء الرياض.
