ذلك المستبد بدمي، القابع في حجرات الروح، المعلق بي كتميمة لعينة لا تنفك..
كيف لم أصل إليه بسرعة؟! كيف غابت عني كل تلك العلامات المتدفقة من أول خطوة!!
لزوجته الملامح نفسها التي كان يصفها لي، ملامحها المعاكسة لي تماماً، سمرتها، عيناها الضيقتان، شعرها الهادئ الناعم.. كيف لم أتوقع ذلك وهي تناولني نوع الشوكولا الذي أحب من أول زيارة لها؟! كيف لم أميزه وهي تحكي عنه باستمرار..
تحكي عن زياد..
زياد الطحال..
الذي عقد العنكبوت خيطاً بين قدمينا منذ سبع سنين، خيطاً يجعلنا نسير في كل اتجاه ثم نرتطم ببعضنا مرة أخرى، الخيط الذي بدأ برسالتي التي وصلت خطأ لبريده، سبع سنوات لم ينس خلالها زياد الطحال أحمر الشفاه الذي أحب، والعطر الذي يفضله علي.. وقلم الباركر وسلسلة من روايات الكاتب المفضل لديّ، كان يرسلها تباعاً مع زوجته النائمة!!
كيف نبت هذا الزياد ثانية من الأرض التي أقف عليها؟!
زياد الذي هجرته لأنه لا ينجب، وفضلت عليه أطفالاً وهميين ظننت أنهم سيتقافزون ببطني..
لكنهم خذلوني تماماً، واستمروا بسباتهم..
كيف يصبح زياد بهذه السهولة قريباً مرة أخرى.. قريباً حد أن يصبح جاري!!