سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشرت الجزيرة في عددها رقم 14156 الصادر يوم الثلاثاء الموافق 4-8-1432هـ، الموافق 5-7-2011م، مقالاً للأستاذ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في زاويته (شيء من) تحت عنوان (الخطوط السعودية أيها الملك العادل)، تطرق فيه إلى بعض المواقف السلبية للخطوط الجوية العربية السعودية وما يجري في مطارات المملكة، التي تتكرر سنوياً، خاصة في موسم الصيف. وإنني أوافقه الرأي من خلال مواقف سابقة، وأطرح النقاط الآتية؛ آمل أن تأخذ دورها في النشر:
أولاً: لعل أبرز ما يميز بلادنا الغالية في وقتنا الحاضر وجود كم هائل من المنجزات الحضارية في عدد من المجالات، وعلى أكثر من صعيد هي نتاج دعم لا محدود من قِبل الدولة - وفقها الله -. ومما لا شك فيه أن الخطوط الجوية العربية السعودية تُشكِّل أنموذجاً للتطور الحضاري في بلادنا، شأنها في ذلك شأن الكثير من المنجزات المتعددة على مستوى المملكة، بل إنها بذاتها تُشكّل لوحات عدة في آن واحد، متمثلة في العديد من المطارات ما بين دولية وإقليمية ومحلية، المزودة بأفضل وسائل التقنية الحديثة، تغطي أرجاء المملكة، وكذلك أسطول ضخم من الطائرات النفاثة.
ثانياً: مما يؤسف له وجود مَنْ يساهم في تشويه هذه الجماليات من خلال تصرفات سلبية أقل ما توصف به أنها غريبة ولا مسؤولة، وسواء كانت بقصد أو بدونه فقد أدت بشكل أو بآخر إلى رسم صورة سلبية قاتمة تجاه ما تنفقه الدولة من أموال طائلة، وما يبذله المسؤولون في (السعودية) من جهود مقدَّرة ومشكورة في سبيل الرقي بخدمات هذا القطاع الحيوي المهم، كما أدت بالتالي إلى إحداث شرخ عميق في الثقة بين (السعودية) وعملائها، واليأس من حدوث أي تطور فيما تقدمه لهم من خدمات يؤمَّل أن تتواكب والبنية التحتية الجبارة التي تمتلكها. ولعل ما سطره قلم الكاتب حول ما يحصل من أخطاء تتكرر تجاه الكثير من الركاب في مطارات المملكة، وما يُنشر من ملاحظات على صفحات الصحف، لنماذج ودلائل على ذلك، وهي قليل من كثير، ومن المؤسف والمزري أن تعامل موظفي السعودية في العديد من الحالات كان سلبياً تماماً، وإلى أقصى درجات السلبية. ومن هذا المنطلق أوجِّه هذه الملاحظات مقرونة ببعض التساؤلات، لعل وعسى تحظى بالإجابة عنها من قِبل مسؤولي السعودية.
ثالثاً: عدم الشفافية والمصداقية والوضوح في التعامل من قِبل موظفي السعودية مع الركاب حول الأسباب الحقيقية لتأخر إقلاع الطائرة؛ ليتمكن الراكب من اتخاذ قراره. فهم بين حالتين: إما الصمت أو إبداء أسباب متناقضة، وفي الوقت نفسه غير مبررة ولا مقنعة.
رابعاً: كنت أعتقد أن هذه الأساليب في التعامل قد عفا عليها الزمن، وأصبحت جزءاً من الماضي، في ظل ما نعيشه من قفزة حضارية هائلة هي مضرب المثل، ولكن للأسف ما زالت فئة من موظفي السعودية تتعامل بهذا النمط، ولا جديد، فلا يقارن التطور والتكامل في التجهيزات والبنية التحتية مع القصور في التعامل حيث الشعارات الرنانة، والصحيح عكس ذلك تماماً في ضوء هذا التعامل.
خامساً: نقطة أراها مهمة، ولا يمكن إغفالها، وهي سلبية المسؤولين في (السعودية) من ناحية التواصل الإعلامي، وعدم تكليف أنفسهم عناء الرد والتوضيح لما يُنشر عن السلبيات التي تحدث، ومناقشة ما يطرح من ملاحظات واقتراحات، ما عدا بعض الردود التقليدية من قِبل إدارة العلاقات العامة؛ لذا آمل النظر في هذه السلبيات، وأن تكون هناك جدية في القضاء عليها؛ حيث إنها تتكرر - للأسف الشديد - عاماً بعد آخر حتى أصبحت في حُكْم المعتاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رياض بن إبراهيم الروضان - عنيزة