البارحة ساهرٍ والعين مسهرها
زول مـــع السوق بــالمفــرق تعـــدّاني
من يمّه النفس فيما فات قاهرها
واليوم خطرٍ على فرقاه تقواني
ما لوم عيني ولو هلّت عبايرها
من حرّ فرقا وليفٍ لي تناساني
كن الرمد لابلينا في محاجرها
ما طبّق الجفن مع هجعات الاعياني
على وليف نظيفٍ من جواهرها
ياحيف عقــب الطــرب والكـيف ينســاني
إن قــلت يـنظـر بحــالي ما يـنــاظـرهـا
وان قلت يرحـم يزيــد الهجــر هجـراني
هو مهـلك الحــال كاسرهــا وجـابــرهــا
وشــفاي بشــفاه وان أشــفاه يشــفاني
لــه عين ســبحان خـالقـها وسـاطرهـا
سوّاه ربّي عـلى مـــا أراد فــردانـــي
وعيونها كن الأثمد في محاجرها
من غير كحل هدبهن أسود قاني
والراس يضرب ملاقي في خواصرها
تنثر عليه الرشوش أشكال والواني
والرايحة روضة ناجت زواهرها
يســجع بهــا الطـير ويغــرد بالألحـاني
فيها من الزين شاراتٍ أناظرها
حمرة وعفرة وزين أشباه والواني
يا نور شقــرا ويا شــمــعة جــزايرهــا
يا نقوة البيــض من حضرٍ وبدواني
يا روح روحي ويا خافي سرايرها
ما هــوب حــقٍ جـزاء الاحـسان حـقـراني
يا نور بنّورة مانيب قادرها
يوضـي سـناهــا ودونــه حــال بنـيانـي
شهــب اللوايـح عــسى ربّــي يحــدّرهــا
وان ما كـفــى واحــد يـاللــه بالثـاني
سقـوي الى شــفت والي العـرش دامـرهــا
تصـــيــر لي مطــّرق درب ومــيــداني
واقــول هـــذي ديــار كيــف أبنـكرهــا
منــزل حــبيــبي وحيّــانه وحيــّانــي
يا دار وين الظــبا اللي فـيـك خــابرهــا
أدمي وريمي وعفريٍ وغزلاني
منهن هنوف الى دلّيت أسايرها
غضــّت بصـرها وتســحرني بالاعـيــاني
أحير بأوصــافهــا لا جــيــت أناظــرها
لا رنــق مشـخـص ولا نيرة وحــمراني
وصلاة ربي عدد ما طار طايرها
على نبي الهدى وآمر بالاحساني
صالح السكيني