|
لندن - رويترز
بعد أقل من شهرين على محاولته أن يصبح أقوى رجل في عالم كرة القدم أوقف محمد ابن همام عن ممارسة أي نشاط متعلق بهذه الرياضة مدى الحياة أمس السبت ليكمل سقوطا مدويا من علياء المجد. وانتظاراً لأي استئناف قد يقدمه فقد ابن همام مقعده في اللجنة التنفيذية للفيفا بعد 15 عاما، كما تم تجريده من رئاسة الاتحاد الآسيوي وودع الامتيازات التي يحصل عليها في المعتاد صفوة رجال الفيفا بعد تركهم الخدمة.
ويعني إيقافه انه لن يستطيع العمل مع أي ناد حتى على مستوى الناشئين على الرغم من أن أحدا لن يستطيع منعه من شراء تذكرة ومشاهدة مباراة كمتفرج. لكن ابن همام ليس مجرد أحد المشجعين. ابن همام رجل أعمال ثري ازدهر عمله في مجال البناء والعقارات مع انتعاش الاقتصاد القطري في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وتدرج من مناصب في نادي الريان في الدوحة إلى اللجنة التنفيذية في الفيفا خلال 14 عاما.
وعزز موقعه كأقوى رجل في كرة القدم الآسيوية في الدوحة في يناير - كانون الثاني الماضي عندما أعيد انتخابه بالتزكية، وبعد دراسة الفكرة لعدة أشهر قرر ابن همام منافسة سيب بلاتر على رئاسة الفيفا ليصبح أول رجل عربي يقود كرة القدم العالمية. وبدا الوقت مناسبا لذلك. ولم يكن حصل فقط على موافقة رسمية بالعمل لولاية ثالثة وأخيرة رئيسا للاتحاد الآسيوي لكن قرار الفيفا منح قطر حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022 أعطاه ثقة بالغة. وبعد مساندته لبلاتر بقوة على عدة أصعدة لدعمه ضد السويدي لينارت يوهانسون في سباق رئاسة الفيفا عام 1998 وعيسى حياتو في 2002 كان ابن همام يدرك جيدا حجم المهمة التي سيواجهها. ومع ذلك قرر ابن همام وضع الصداقة القديمة جانبا وانه الوقت حان لإعادة هيكلة الفيفا وانه الرجل المناسب لذلك. وبطريقة ما بالنسبة لرجل ذكي وجذاب بدت خططه مبهمة إلى حد ما. وأراد ابن همام زيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية من 24 إلى 40 عضوا وأعلن أنه يريد أن يكون الاتحاد الدولي «أكثر شفافية». وطالب ابن همام بالمزيد من الاحترام للأندية والاتحادات الوطنية وأراد منح نصيب أكبر من الاحتياطيات المالية للفيفا إلى الأعضاء.
وأكد أنه بعد 13 عاما أصبح وجود بلاتر في السلطة طويلاً جداً وقال إنه سيحدد فترة الرئاسة بثماني سنوات. لكن واحداً من منتقديه الآسيويين أبلغ رويترز في ذلك الوقت «ابن همام ليس رجلاً إصلاحيا ولا يملك برنامجا حقيقيا لكيفية تغيير الفيفا.» وأضاف «هناك كثيرون يعتقدون أن بلاتر يقوم بعمل جيد.. وان الفيفا قد يتغير في وجود بلاتر. لا أعتقد أن العالم مستعد لأن يقود ابن همام كرة القدم إلى الآفاق الجديدة التي وعد بها.» وأي شخص يخوض معركة يملك مؤيدين ومعارضين وكان واضحا بحلول منتصف مايو - قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات - أن ابن همام يعتقد أن كثيرين لا يزالون ضده واحتاج إلى التأكد من الحصول على المزيد من الأصوات عن طريق دفع أموال لهم. وبمساعدة جاك وارنر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا ورئيس اتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي ونائب رئيس الفيفا تم ترتيب توجيه ابن همام كلمة لأعضاء اتحاد الكاريبي لكرة القدم لحثهم على دعمه في محاولته التغلب على بلاتر.
وكان ابن همام يأمل أن تساعده 40 ألف دولار قدمت لكل عضو في مظاريف بنية اللون على أن تحسم دول الكاريبي أمرها. لكن كل ما فعلته هذه الأموال كان إيقافه واستقالة وارنر بعد نحو 30 عاما قضاها في اللجنة التنفيذية كما كانت بمثابة المحفز لسقوط ابن همام. وعلى الرغم من تأكيده على براءته أدانت لجنة القيم ابن همام بمحاولة تقديم رشى لهؤلاء الأعضاء وكلفه هذا القرار مستقبله في كرة القدم.
وكان ابن همام علامة مألوفة في الأحداث التي ينظمها الفيفا سواء مرتدياً الزي العربي التقليدي أو حلة رجل الأعمال. وفي ظل ثروته الشخصية وعلاقاته ربما يظهر في المباريات في المستقبل لكن مع إدارة كرة القدم ظهرها له فإن باستطاعته فقط التطلع إلى عام 2022 وكأس العالم في بلده والتفكير فيما حدث.