وأعني بهم المديرين غير المفكرين وغير الفاعلين وغير الشاخصين أمام الجميع في كل المواقف والأحداث الجسيمة وفق ثقافة واهنة وفكر واهن وعقلية صغيرة هشة، والذين هم غير فاعلين ولا ينحون إلى أعمال رشيقة وخلابة، وليس لهم إنجاز ولا حركة ولا تفاعل ولا بصيرة ثاقبة، بل وهم وانعزال وجمود ونمطية تفكير وحصيلة متداخلة ومتعاضدة ناتجة عن فكر بائس ضيق وصلد، إن المديرين الوهميين هم من يبحثون دائماً عن الأفعال التي تصب في مصلحتهم الذاتية وحسب بعيدا عن المصلحة الجمعية والعامة، أيا كان نوع هذه الأفعال ومصدرها وأرضيتها، والمديرون الوهميون ليس لهم حضور ولا بهاء ولا إشراقة وليسوا مصنعا ومنتجا للأفكار، انهم يشكلون عائقا صلبا في وجه التحرك والإبداع والنمو، ليس لهم درجة أصالة، بل زيف ونقص وخداع وتفرد وضرر، إن هؤلاء المديرين الوهميين حاملين للفكر الذي لا يسند الموظف في تطلعاته نحو التدرج والعلو والرقي، تطلعاتهم محصورة في إطار ضيق يجعل منهم عبئا على المنشأة، بدلا من أن يكونوا سندا لها وعضدا، وغالبا ما يكون المديرون الوهميون مصلحيين تحكمهم المنفعة الفردية، حتى ولو حاولوا تغطية هذا النقص الفاضح بأساليب كثيرة قد تبدو للبعض مقبولة، وقد تمر أحيانا حتى على ذوي العقول المتفحصة والثاقبة، فالمديرون الوهميون يتسلحون في الغالب بحالة من الخداع، عبر انتهاجهم التخفي والهروب اللا مشروع وبشيء من البطش والتهميش وما إلى ذلك من تدمير للمنشأة وللعاملين فيها، مع ملاحظة أن المديرين الوهميين لديهم عجز تام عن تطوير المنشأة وزيادة إنتاجها وتأهيل أفرادها وتدريبهم، بل إن هذا التطوير ليس هدفا من أهدافهم ولا خطة استراتيجية من ضمن خططهم، بل يملكون سياسة غض الطرف من أجل استمرارية المنفعة الشخصية والتحصيل الذاتي وتعبئة الكيس الذي لا يمتلئ أبدا وحماية الذات والسلطة، وبغض النظر عما يلحقون من أذى للآخرين مهما كان هذا الأذى، لهذا في الغالب نجد غيابا للمبدئية لدى هؤلاء المديرين المنتفخين بالوهم المتسربلين بالكبرياء والذين لا يعرفون منهج التسامح والقبول بالرأي الآخر والتعايش السلمي مع العاملين ولا يعرفون مبادئ تطوير المنشأة وكيف يجعلونها أكثر حرفية وتوازناً ومعاصرة، إن هؤلاء المديرين الوهميين رموز للخواء والضعف والتراجع والتخلف والجهل، فأينما تميل كفة المصلحة يميلون معها، حتى لو تسبب ذلك في تعطيل القدرات الهائلة للمنشأة والفرد العامل فها، أو تفويت الفرص الكثيرة التي قد تنقل هذه المنشأة إلى عالم أكثر تقدما وازدهارا، إن المديرين الوهميين أعداء للأعمال الخصبة، والأفعال المزدانة بالعطاء، والتمدن الخلاب، وليسوا كالفجر والنخلة والجسر.
ramadanalanezi@hotmail.com