حينما استقطبت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية البروفيسور الوزير الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أستاذ جراحة فصل التوائم السيامية العالمي ليلقي محاضرة عن مراحل وحالات فصل التوائم السيامية خلال ستة وعشرين عملية فصل.. كانت هذه الخطوة المباركة نابعة أهدافها من قبل عمادة الموهبة والإبداع في الجامعة صاحبة المبادرة في استقطاب المتميزين من أبناء هذا الوطن الكبير.
وحينما تسمو الفكرة بتحريك دماء الناجحين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم لكي يكونوا منارا ومثالا للجيل الصاعد والباحث عن نفسه في كل مناحي الحياة، نجد أن العمل الجاد لا يكون إلا بمن يسير على هذا النمط من الفكر المتمتع بالنجاح وفق خطط مرسومة ومميزة نحو خدمة الجامعة وطلابها.. فالدكتور عبد الله بن ثاني عميد الموهبة والإبداع في مقدمة أصحاب هذه الفكرة التي باركتها الجامعة بكل رحابة صدر في تكريم تلك النخب المتميزة في وطن أعطاهم الكثير ومنهم الدكتور الربيعة.
هنا.. وفي محاضرة تفصيلية في قاعة الشيخ محمد بن إبراهيم الكبرى في الجامعة التي اكتظت بالحاضرين والحاضرات بما يتجاوز الألفين وخمسمائة من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والوكلاء والعمداء ومنسوبي الجامعة.. عرض الوزير الدكتور عبد الله الربيعة حالات فصل التوائم السيامية عبر سنوات عدة من خلال مسيرة طويلة من المواقف الجميلة والإنسانية..
تلك المحاضرة التي كان المستهدف منها طلبة الطب في الجامعة الذين تفاعلوا مع تلك المحاضرة بصورة مذهلة، حينما استخدم الوزير الجراح العالمي أسلوباً مبسطاً في الطرح مدعما بصور فوتوغرافية تارة وأخرى مقاطع حية متلفزة.. أثرت في الحاضرين بل أبكت الكثير منهم وهو يطرح جملة من المواقف الإنسانية الرائعة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ومن الطاقم الطبي الكبير.
البعد الإنساني والأخلاقي لهذه المحاضرة حينما أورد الربيعة مواقف إنسانية تمثلت في حسن الرعاية والمبادرات من المملكة في استقطاب المصابين وذويهم لإجراء الجراحات المكلفة الثمن.. وتجاوز هذا البعد الإنساني بأن تحمل حسن المعاملة من ملك قائد الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز رسالة واضحة عن معاملة الدين الحنيف لكل إنسان على وجه الأرض بغض النظر عن ديانته أو انتمائه.
هذه الرسالة الواضحة منحت الربيعة مواقف عديدة ليؤرشفها في تاريخ الوطن الكبير بكل إنسانيته المعهودة عنه.
هذه المواقف الرائعة جعلت من الحاضرين في حيرة كبيرة.. ولم يتصوروا أن تبحر تلك العمليات بجذب الإسلام إلى أدغال إفريقيا وأطرافها المتباعدة بعدما أوضح الوزير الربيعة جملة ممن اعتنقوا الإسلام بأعداد هائلة؛ جراء حسن المعاملة والرفق بحالاتهم الإنسانية في وقت افتقدوها من أناس ودول كثيرة.
الجامعة بقيادة أستاذها الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل تحكم العمل الجاد في تنوير الجامعة باستهداف المتميزين ممن أعطوا الوطن مكانة بين العالم بما يحتوونه من علم وفكر متنور وجميل.
تلك المحاضرة الرائعة التي فتحت سيرة فصل توائم في رحاب جامعة استحدثت الطب البشري في خططها الاستراتيجية مؤخراً أخذت على عاتق طلبة الطب شيئا من الحلم الكبير لهم على أساس الانضمام لتلك العمليات الكبيرة بحكم (أستذة) المحاضر القدير على دفة فريق طبي متنوع التخصصات مع تجديده للدماء المتخصصة السعودية تحديدا من الجنسين.
هنا استطاع الوزير الربيعة أن يثري الجامعة بأيديولوجية التأثير عن عمق العمل الطبي المبني على الإنسانية الكبيرة لهذا الوطن والبعد الإسلامي الحنيف الذي ينشر الدعوة المتأصلة على الخلق الرفيع لهذا الدين العظيم احدث من خلال الطرح عاصفة من التصفيق لهذا الحضور المتميز.. فكانت بحق محاضرة لأرشفة التاريخ والتوثيق.. اجمل ما فيها أنها حظيت بمقدمة كلمات معبرة وموزونة من معالي مدير الجامعة عن إنسانية هذا الجراح العالمي الكبير.. هنا لم يستطع الشيخ الكبير أبا الخيل إلا أن ينثر مشاعر جامعته ومنسوبوها لإعجابهم وتقديرهم الكبير للجراح الربيعة..
شكراً للجامعة وشكراً للربيعة هذا الطرح الجميل والمؤثر.