|
لقد أوكلت إليك مهمّة إدارة فريق عمل أنشئ مؤخراً لحلّ مشكلة بالغة تتعلق بنوعية أحد منتجات شركتك الأكثر رواجاً. ومهمتك عنوانها: «أصلحوا المشكلة».
وقد أوكلت إليك هذه المهمة لأنه وبعد مرور أسبوعين تحت قيادة المسؤول السابق، لم يحرز فريق العمل عملياً أي تقدم. وخلال اجتماعكم الأول تدركون سبب ذلك. فأعضاء الفريق يستنفذون كامل اهتمامهم في توجيه اللّوم وإبعاده من جهة أخرى عن مجموعات التصميم، والتصنيع أو المجموعات الأخرى التي يمثلونها.
وعليه، نقترح عليكم الآن أن تقوموا بأولى خطواتكم ألا وهي تحديد الهدف الأساسي للفريق.
وفي خلال اجتماعٍ لمدّة ساعة مع المجموعة، تعملون على تحفيز أعضاء الفريق لتجاوز هوسهم بتوجيه اللّوم، الأمر الذي من شأنه أن يمهّد لمناقشات أكثر إنتاجية يتمخّض عنها الهدف الفعلي: استعادة سمعة الشركة المتعلقة بنوعية منتجاتها.
وقد كان ذلك هدفاً بإمكان أعضاء فريق العمل الالتفاف حوله لأن العلامة التجارية للشركة القائمة على أساس النوعية كانت فعلاً على المحك، ما أثّر في الجميع بدون استثناء. وبالعثور على الهدف الفعلي، علت كامل الجهود المبذولة فوق مستوى مصالح ضيقة الأفق.
ويذكر أنّ الهدف يضطلع بهذا الدور المهم كونه مصدراً للمعنى والأهمية اللذين يسعى خلفهما الناس في كل عملٍ يقومون به. وبحسب ما أظهرته الأبحاث، فإنّ غالبيتنا الساحقة تريد أن تشعر بأنها جزء من شيءٍ يتخطانا من حيث الحجم والأهمية. وعندما سُئل العمال عن مدى أهمية أن تكون حياتهم هادفة، أجاب 83% منهم «مهم جداً»، و15% منهم «مهم إلى حد ما»، وتلك نسبة 98% بارزة من العمال الذين تعتبر المسألة مهمة على الأقل. ولا عجب أن يكون الهدف الجماعي هو الشرط الأول لإنشاء أي فريق عمل حقيقي.
هذا وينبغي أن يكون الهدف ملموساً ويجب الحفاظ على حيويته عبر أهداف وخطط واقعية. ومن أجل إعداد فريقٍ قادرٍ على تقديم عملٍ جماعيٍّ استثنائي، على مختلف أعضائه ليس فقط أن يدركوا تماماً بأنّ ما يقومون به مهم (هدف) بل أنهم متجهون نحو ما يستحق العناء ويشكل (أهداف وخطط).
ماذا عن الناس الذين تتولون مسؤوليتهم؟ هل هم فريق متماسك يعمل بشكل جماعي على أعلى المستويات التي بإمكانهم الوصول إليها؟ في حال كان الجواب سلبياً، عليكم النظر أولاً إلى الهدف الذي تعملون جميعاً على تحقيقه. هل أنتم تعملون على حل مشكلة فنية أم أنكم بصدد استعادة سمعة الشركة في مجال النوعية؟
(ليندا هيل هي أستاذة في مجال إدارة الأعمال لدى كلية إدارة الأعمال في جامعة «هارفرد» (Harvard Business School). أمضى كينت لاينباك سنوات عديدة في منصب المدير والرئيس التنفيذي لشركات عدة أو لدى الحكومة. شاركا معاً في تأليف كتاب: «الاضطلاع بدور الرئيس: النقاط الأساسية لتصبحوا قادة عظماء» (Being the Boss: The 3 Imperatives for Becoming a Great Leader).