قد يكون مجلس الإدارة الجيد عامل دفعٍ أم حجر عثرة في أي مؤسسة. فمعظم النجاح أو الفشل في قاعات المجالس يعود إلى الطريقة التي يقوم بها الأفراد المجتمعون - سواء في مجلس إدارة عام لإحدى الشركات أم مجلس خاصة مصغّر أو مجلس لا يتوخى الربح.

فما هي الخطوات المتوجبة على مديرٍ مستقلّ كي يساهم في جعل قاعة المجلس مكاناً ديناميكياً ومنتجاً؟

إليكم في ما يلي خمس نقاط يمكنكم الانطلاق منها:

1- اعرفوا قاعة المجلس: من الضروري أن تكونوا على اطلاع بالقضايا التي يتصدّى لها مجلس الإدارة، وأن تعرفوا كل فرد من الأفراد المجتمعين، وأن تدخلوا القاعة جاهزين لخوض النقاش.

2- اعرفوا الأشخاص: لا يتوقف هذا التركيز على الأشخاص عند عتبة قاعة المجلس، حيث ينبغي على مدراء المجلس في الأيام الراهنة أن يُبدوا التزاماً أكثر شموليةً وأكثر عمقاً - داخل المؤسسة وخارجها على حدٍّ سواء. إلى ذلك، ومن خلال قدرتهم على التقرب من الأشخاص والتواصل معهم، يمكن لأعضاء مجلس الإدارة أن يتحدثوا إلى كبار المدراء في المؤسسة وموظفيها والمستثمرين فيها والإصغاء إليهم.

3- اعرفوا الأعمال: إنّ التركيز على الأشخاص، مهما بلغت أهميته، ليس هو جلّ ما يميّز المدراء الملتزمين. ففهم الأمور الأساسية في الأعمال يعني ويتطلب بالفعل طرح الأسئلة الصعبة داخل قاعة المجلس. وهذا لا يعني ببساطة الاكتفاء بطرح الأسئلة، إنما يتعداها ليشمل المتابعة والتصرّف حيال الإجابات.

4- اعرفوا المشهد العام: الأمور الأساسية للمؤسسة هي مسألة داخلية، إلا أنها ليست موجودة في فراغ وعلى أعضاء مجلس الإدارة غير التنفيذيين أن يبقوا أعينهم على العوامل الكلّية التي تشكّل المشهد العام الأشمل حيث تقوم المؤسسة بعملها - من النظام الحكومي إلى توقعات العملاء، والبيئة التنافسية التي تتغير باستمرار.

5- اعرفوا متى ينبغي التنحّي: ثمّة جدل حول متى يتم اعتبار مسيرة أحد المدراء المستقلين الطويلة في مجلس الإدارة طويلة جداً. وبصرف النظر عن اعتقاداتكم بشأن الفترة الزمنية المناسبة، إلا أنه ما من شك أن فعالية أحدهم في دور العضو المستقل فعلياً لها حدودها. ومن الأفضل في هذا الصدد أن تطرحوا السؤال بنفسكم بدل أن يضطر الأمر بأحدهم لطرحه عليكم.

(لوسي ب. ماركوس هي مؤسسة «ماركوس فانتشور كونسالتينغ» (Marcus Venture Consulting) ورئيستها التنفيذية، تضطلع بدور المديرة المستقلة غير التنفيذية في عدد من المجالس).