|
كتب - طارق العبودي
قطع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم شوطاً كبيراً جداً نحو الانتقال إلى المرحلة التالية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014م بعد فوزه على منتخب هونغ كونغ بثلاثية نظيفة حملت تواقيع ناصر الشمراني (هدفين) وأسامة المولد في مباراة الذهاب التي جمعت المنتخبين البارحة في استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام وسط حضور جماهيري سعودي كبير وجو حار ورطب.
في هذه المباراة قدم الأخضر مستوى جيد جداً منذ ثوانيها الأولى وحتى صافرة النهاية وأظهر لاعبوه عزمهم الأكيد على الفوز ليس بهدف ولا هدفين بل بنتيجة تسهل مهمتهم كثيراً في مواجهة الإياب التي ستقام الأسبوع المقبل هناك في هونغ كونغ، فيما لم يقدم الفريق الضيف أي شيء يذكر ووضح عجز لاعبيه عن التصدي أو الوقوف أمام لاعبي منتخبنا الأفضل والأكثر نشاطا وتألقا مؤكدين أن التحديات التي اطلقها المدرب لي تشو فاي منذ قدومه لم تكن سوى مجرد كلام ليس إلا.
الشوط الأول
منذ انطلاقته وضحت الرغبة الجادة للاعبي الأخضرلتقديم مستوى ونتيجة تمسحان الصورة الباهتة التي قدمها منتخبنا في آخر مشاركاته الرسمية وخصوصاً في آسيوية الدوحة، فقد كان أداء الأخضر ومنذ الثواني الأولى جاداً ومدعما بالحماس والنشاط والحيوية، ونتيجة لذلك فقد فرض نجوم الأخضر سيطرتهم المطلقة على الملعب وحاصروا الفريق الضيف في نصف ملعبه وهاجموه من كل الاتجاهات وخصوصا الجهة اليسرى التي برز فيها وبشكل لافت للأنظار الظهير الأيسر عبد الله شهيل الذي شكل بمفرده جبهة هجومية أقلقت الضيوف كثيراً.
وكان مدرب منتخبنا روجيريو موريس قد بدأ المباراة بتشكيل لا يختلف كثيرا عن تشكيله في مباراتي دورة الأردن والمكون من: العتيبي ومعاذ وهوساوي والمولد وشهيل ونور وعطيف والجاسم والعابد والشمراني والسالم، معتمدا على طريقة 4-4-2 التي تتحول كثيرا إلى 4-3-3 بتقدم العابد أو الجاسم لمساندة المهاجمين، فيما ركز مدرب هونغ كونغ لي تشو فاي على تأمين دفاعاته اولا وأخيرا والاعتماد على الهجمات المرتدة التي لم يكن لها وجود يذكر في الحصة الأولى نظرا لتألق لاعبي منتخبنا ونجاحهم التام في محاصرة الضيوف وإبطال اي مفاجأة قد يحدثونها.
ولأن الحصة الأولى كانت خضراء من ألفها إلى يائها فمن الصعب الخوض في الأمور الفنية كثيرا حيث كانت المباراة من طرف واحد سيطر فيها السعوديون على كل شيء داخل الملعب وتحصلوا على العديد من الهجمات الخطرة التي كانت بدايتها انفرادية يوسف السالم بعد تلقيه تمريرة متقنة من قبل نورتباطأ بها الأول وتعرض لمضايقة المدافع تشان هو (13)، ثم الفاصل المهاري الذي قدمه اللاعب الأبرز عبد الله شهيل وتجاوز من خلاله اكثر من مدافع قبل ان يتعرض للدفع من مدافع هونغ كونغ لم يصدر تجاهه الحكم الأوزبكي اي قرار (22) ثم سجل حسن معاذ هدفا لم يحتسب لوجوده في وضعية التسلل (27)، تلاها كرة خطرة لنواف العابد الذي سدد كرة مثالية تصدى لها الحارس وارتدت لعطيف لعبها بجوار القائم (32)، ولعبت العارضة دورا كبيرا في حماية مرمى الضيوف حين تصدت لرأسية السالم (35).
هدفان سعوديان في اللحظات الأخيرة
ونتيجة للأفضلية الخضراء والرغبة الجادة في التسجيل فقد كان من الطبيعي ان تهتز شباك الضيوف، ليس بهدف بل بهدفين متتاليين جاءا في الوقت الذي كان الجميع ينتظر صافرة نهاية الحصة الأولى.. فقد جاء الهدف الأول عن طريق الهداف ناصر الشمراني بطريقة فنية رائعة من فوق رأس الحارس لحظة خروجه بعد ان تلقىكرة مثالية من الجاسم (45)، فيما جاء الآخر برأسية معتادة من المدافع الصلب اسامة المولد (بدل الضائع).
الشوط الثاني
جاء هذا الشوط وخصوصا في نصفه الأول شبيه تماما للشوط الأول من حيث الأفضلية والسيطرة الخضراء، ولم يدع الشمراني أي فرصة للاعبي هونغ كونغ لأخذ مواقعهم أو ترتيب أوراقهم، حيث أحبطهم بالهدف الثالث إثر تلقيه كرة خادعة من محمد نور الذي خدع حائط الصد لهونغ كونغ ونفذ خطأ بطريقة جيدة وصلت كرته للشمراني الذي لم يجد صعوبة في التسجيل (48).. هذا الهدف أحبط معنويات الضيوف وأنهى آمالهم وكشف أن نتيجة المباراة اتجهت لمصلحة الأخضر فسارت بقية الدقائق كما هي وإن كان الأخضر قد حافظ على خطورته وقوته في الوقت الذي استسلم الضيوف تماما قبل ان يهدأ اللعب كثيراً في الدقائق الأخيرة لعوامل نقص المخزون اللياقي وضمان النتيجة.
وكان مدربا المنتخبين قد أجريا بعض التعديلات على طريقة اللعب وقائمة الأسماء خلال دقائق الحصة الثانية. هذه النتيجة سهلت مهمة الأخضر في مواجهة الإياب وقربته كثيراً من الانتقال للمرحلة التالية.