في سفينة النجاة كنَّا مع سمو أمير منطقة الباحة ومعالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحمين، ومع كوكبة من المسؤولين والدعاة، والمشايخ في افتتاح مهرجان (سفينة النجاة) تحت شعار (أمننا في إيماننا).
أشكر الله عز وجل أولاً، ثم أشكر إدارة هيئة الأمر بالمعروف في الباحة التي وجهت إلي الدعوة لحضور افتتاح هذا المهرجان المبارك، وأخص بالشكر الأخ الكريم الشيخ (محمد آل حافظ) فقد أعانني باهتمامه، على التنسيق المناسب الذي مكنني من حضور هذا اللقاء الجميل.
كان الجوُّ غائماً في ذلك اليوم (الاثنين) السابع عشر من شهر شعبان 1432هـ وكانت الظهيرة معتدلة، ناطقة بجمال أجواء الصيف على قمم سلسلة جبال السروات الشاهقة، وكان السفح المطل على غابة رغدان ناطقاً بفرحة أشجار العرعر وما حولها من الحجر والمدر بهذا اللقاء الذي يجهز سفينة النجاة لتخوض براكبيها محيطات العصر المضطرب إلى شاطئ الأمن والإيمان.
كان المهرجان برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة، وبحضور الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف، وهو افتتاح لسلسلة من المحاضرات والندوات وبعض المناشط الأخرى على مدى أسبوع كامل.
كان الأمير مشاري متفاعلاً مع هذه السفينة المباركة، ومع المعرض الحافل بكتب ولوحات وبرامج خاصة بسفينة النجاة، كما كان متفاعلاً مع القصيدة التي ألقيتها على لسان الجبال الشامخة التي ترسم أمام أعيننا أجمل لوحات الشموخ والشموق والثبات.
نعم، إنها كلمة واضحة (أمننا في إيماننا)، لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بذلك ووعدنا به، وهو الذي لا يخلف الميعاد، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام.
لقد كانت فكرة جميلة تبنَّتها الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف، أن يقام مهرجان (سفينة النجاة) في مناطق المملكة لتوعية الناس بطريقة المعالجة لبعض المشكلات الخطيرة التي يعاني منها المجتمع، مثل تعاطي المخدرات وترويجها، ومثل التسكُّع في الشوارع والأسواق، وغيرها من قضايا التغرير بالنساء، والسحر والشعوذة، وهي مشكلات موجودة لا مناص من مواجهتها والتعامل معها.
إنَّ ممَّا يميِّز عمل هذه الإدارة المهمة أنها أصبحت تستخدم أفضل وسائل (التقنية) الحديثة، والأنظمة والبرامج لتحقيق أهدافها، وقد اطلعنا على نماذج رائعة في هذا الإطار لها أثرها الفعال في نفوس الشباب ذكوراً وإناثاً.
لقد كانت كلمة معالي رئيس الهيئات مليئة بالشكر والعرفان لله سبحانه وتعالى، ثم لخادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني، وأمراء المناطق لما يقدمونه من دعم كبير لجهاز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة (الدعم المعنوي) الذي يقف في وجوه أولئك الذين يحاولون النيل من هذا الجهاز، وتشويهه وتضخيم أخطائه بل وينادون بإلغائه، وهم عن دوره الكبير في الحفاظ على أمن المجتمع لاهون ساهون.
أما كلمة الأمير مشاري بن سعود، فقد كانت واضحة في بيان أهمية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإيضاح ما تقوم به من دعم دور الامارة والجهات الأمنية في الحفاظ على الأمن، وترسيخ قواعده، وإحباط محاولات المتجاوزين للإخلال به.
لكم - أيها الأحبة - أن تتخيَّلوا روعة هذا الاحتفال الجميل في أجواء صيفية باردة، وطبيعة خلابة، وبرنامج حافل بكل ما فيه مصلحة الناس أمناً وراحة واستقراراً، ولكم بعد ذلك أن تحكموا.
شكراً لصاحب السمو الملكي الأمير مشاري على رعايته وتفاعله، وتحية صادقة لكل من أسهم ويسهم في هذا العمل الجليل ونظائره.
إشارة:
إنه الإيمان، سفينة النجاة في خضمِّ العصر.