|
الجزيرة - نواف المتعب
أكد مقاولون أن ارتفاع الطلب على بناء الوحدات السكنية الخاصة في ظل الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها أسعار مواد البناء الأساسية كالحديد والأسمنت والخشب وأجور العمالة، التي ارتفعت إلى أكثر من 50 %، إضافة إلى الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأراضي السكنية، يساهم في ارتفاع تكلفة البناء بشكل كبير، وسيؤدي إلى انفلات في أسعار السوق، وخصوصاً من الموزعين وأصحاب المحال المتخصصة بتوفير مواد البناء. وأرجع المقاولون زيادة الطلب على بناء الوحدات السكنية إلى توافر قنوات الإقراض، سواء من البنوك أو مؤسسات خاصة أو عن طريق تبادل الأفراد لعمليات الإقراض بكمبيالات؛ ما عزز تركيز المواطن على بناء وحدته السكنية دون الالتفات إلى الفوائد التي تقع على كاهله من جراء القروض والتكلفة العالية للوحدة السكنية بسبب ارتفاع السلع والأيدي العاملة؛ ما سيتسبب مع مرور الوقت في عدم قدرته على استيفاء بناء الوحدة وتعثره في السداد ودخوله في القائمة السوداء لدى بنك المعلومات الائتمانية (سمة).
وقال المقاول منصور بن كاتب إنهم حصلوا على عدد من الطلبات لإتمام عمليات البناء لوحدات سكنية في ظل رفع سقف القرض العقاري إلى 500 ألف، الذي قابله ارتفاع غير مبرر من قِبل مصانع المواد الأساسية في أسعارها؛ وبالتالي أصبح المواطن ضحية هذه الارتفاعات التي أدت إلى تعثره في أكثر من مرحلة من مراحل عملية البناء.
من جهته أشار المقاول عبدالمحسن السلطان إلى أن الارتفاعات الحالية جعلت شركات المقاولات في موقف صعب أمام المواطنين الذين تعثر العديد منهم في السداد على الرغم من حصولهم على دفعات الصندوق العقاري، ولكن تكملة المبلغ عن طريق جهات تمويل أخرى ومع الارتفاعات الكبيرة أدى ذلك إلى إيقاف عدد من مشاريع بناء الوحدات، وتكبد المقاولون خسائر كبيرة يصعب تحملها وكذلك المواطن.
بدوره أفاد (الجزيرة) المواطن خالد العبطان بأنه توقف عن بناء مسكنه بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء الأساسية. مضيفاً بأن حمى الأسعار أربكته، ولم يستطع معها الادخار أو الخروج من دائرة الإيجارات. وأبان أن الأسعار ترتفع بشكل كبير من فترة إلى أخرى دون أن يكون هناك تحرُّك من الجهات المسؤولة لإيقاف تلك الارتفاعات التي أنهكت المواطن البسيط ولم يعد بمقدوره الصمود لمواجهتها. مطالباً الجهات الرسمية بضرورة التدخل لتوحيد التعرفة لمواد البناء الأساسية؛ حتى تساهم في تخفيف الأعباء على المواطنين من أجل حصولهم على مسكن.
بينما قال المواطن سعود التيماني إنه الآن على القائمة السوداء بسبب تعثره في سداد الأقساط الشهرية التي أثقلت كاهله بسبب البناء؛ ما أدى إلى توقفه عن البناء في المرحلة الحالية أملاً بأن تتغير هذه الأسعار، ويصبح بالإمكان معاودة البناء.