|
كتب - علي العبدالله:
لم يكن فنان العرب محمد عبده مطربًا عاديًا، بل كان ولا يزال رمزًا من رموز الأغنية في الوطن العربي، وأنا هنا لا أريد أن أتحدث عن إنجازاته الفنية المتعددة ولا عن شعبيته الكبيرة، لكنني سأتحدث عن شخصية فنية عاصرت أجيالاً مختلفة ومتباعدة، أثرت في مجتمع بأكمله، تقاسمت همومه وأوجاعه وأفراحه.
محمد عبده جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب السعودي وتراثه العريق، جمع الأصالة والحداثة معًا، هو فنان العرب الذي (ترسخت) مفردات أغانيه بعباراتها الجميلة في أذهان الملايين بمجتمعنا بمختلف مراحلهم العمرية، فنان العرب الذي أصبح منغمسًا في نسيج مجتمعنا فلا يغادره. ولا أعتقد بأن أحداً لم يسمع في يوم صديقًا له أو قريبًا يردد جملة أو مفردة (اقتبسها) من إحدى أغاني محمده عبده ووظفها في حوار اجتماعي، ودعوني هنا أذكركم ببعض منها: هل سمعت يومًا صاحبًا لك تسأله عن الحال ليرد عليك قائلاً: (تنشد عن الحال...هذا هو الحال) وآخر طال غيابه عنك في رحلة سفر طويلة لتهاتفه مشتاقًا: (طال السفر والمنتظر مل صبره) وعندما تسأل (كهلاً) عن الدنيا وأحواله وتقلباته يقول لك: (من بادي الوقت وهذا طبع الأيام) وقطعًا سمعت في يوم ما هذه العبارة: (مساء الخير والإحساس والطيبة مساء ما يليق إلا بأحبابي) وعندما أردت أن تعيد ذكريات قديمة قضيتها مع صديق يتفق معك ليشاطرك الرأي بقوله: (وأحلى التفاصيل دايم على البال) هذا غيض من فيض، فلا يسعني هنا أن أذكركم في جميع العبارات التي تقاسمها سويًا في يوم من الأيام كبارًا كنا أم صغارًا، رجالاً أم نساء، في مناسبات مختلفة وفي أوقات متباعدة، لذا يبقى محمد عبده ظاهرة فنية اجتماعية يصعب أن تتكرر.