أعوام عديدة مرت والوسط الرياضي عائم في جدل عقيم حول الشعبية والجماهيرية وحتى القوة الشرائية، وكان الهلاليون لا يلقون لهذا الموضوع بالاً ولم يأخذ من وقتهم طويلاً بسبب ثقتهم بأنفسهم اولاً وثانياً بسبب تأكدهم من أن ناديهم هو الأكثر جماهيرية بدون جدال عكس الآخرين الذين كذبوا الكذبة الكبرى بأنهم أصحاب الشعبية الأولى فصدقوها حتى جاءتهم اللغة الصادقة والفاصلة والقاصمة وهي لغة الأرقام وعن طريق عدة جهات وأثبتت بأنهم ليسوا حتى في المراكز الثلاثة الأولى.. صحيح في هذا العام قل حضور جمهور الهلال للمباريات وخاصة في مدينة الرياض لأسباب كثيرة تحدث الكثير عنها ولكن وبكل أسف لم يتغير في الأمر شيء، وبالرغم من ذلك كله ظل جمهور الهلال في المركز الأول في حضور لمباريات فريقه في مدينته وبفارق كبير عن أقرب منافسيه حتى وهو يتعرض للمضايقات ويتم تجاهل كثافته تلفزيونياً في المدرجات.. هذا يؤكد حقيقة واحدة وهي ان جمهور الهلال هو الكنز الثمين للنادي فمن أجله تتسابق وتتهافت كبرى الشركات لرعاية الهلال وبسببه تزداد كميات البيع لمنتجات الهلال ولكثرته تتضاعف طباعة الأعداد الصحفية عندما يفوز الهلال، ولكثافته تعمل الأندية على زيادة عدد التذاكر عندما تلعب على أرضها ضد الهلال باختصار انه جمهور الهلال وكفى.

القناة الرياضية والنظرة التشاؤمية

تفاوتت ردة فعل المتابعين لخبر فوز القناة الرياضية السعودية بحقوق نقل المسابقات السعودية لمدة ثلاث سنوات قادمة فمنهم من نظر للأمر على أنها قناة رسمية حكومية يفترض أنها هي الناقل الرسمي للمنافسات المحلية بغض النظر عن الإمكانات المتاحة للقناة.. وهناك فئة أخرى وبزعمي أنهم هم الأكثرية استقبلوا الخبر بنوع من التحفظ لأنهم كانوا يأملون ان يشاهدوا مسابقتهم المحلية تنقل كما تنقل المباريات الأوروبية بغض النظر عن الجهة الناقلة خاصة وان الجميع يلاحظ ان هناك بونا شاسعا بين طريقة نقل المباريات عندنا وأسلوب نقل المباريات عندهم من حيث توزيع الكاميرات و نقاء الصورة ونحوهما.. صحيح القناة الرياضية تطورت من حيث البرامج المتنوعة وتمتلك مقدمين برامج رائعين ومراسلين ميدانيين مبدعين ولكن في نفس الوقت القناة تفتقد للعديد من الإضافات المهمة من أهمها المعلقون المميزون والمخرجون المحترفون البعيدون عن إدخال ميولهم في عملهم والاهم التخلص من الألوان الداكنة والمحبطة المسيطرة على خلفية القناة.. حقيقة المسئولون في القناة الرياضية السعودية مطالبون بعمل وجهد مضاعف ليقدموا أنفسهم بشكل مختلف ومتطور لكي يصححوا ويغيروا النظرة عند بعض الجماهير الرياضية والمتابعين.

الإساءة للهلاليين طريق للشهرة

ليس سراً عندما نتحدث ان هناك برامج قامت وعلا شأنها وذاع صيتها بسبب الهلال لإيمان القائمين عليها بأنه لا يمكن ان يتابعوا أو أن يعرفوا إلا بالإساءة للهلال وللهلاليين وليس خافياً بأن هناك أشخاصا لم ينالوا الشهرة أو المعرفة الا بالنيل من الهلال والهلاليين.. هذه حقيقة وليست أحاديث مجالس، فمنذ سنوات والهلال هو الوسيلة الوحيدة والأسرع للشهرة عند الباحثين عنها ليصلوا لمبتغاهم.. حقيقة الأمر زاد في الآونة الأخيرة على حده وتخطى إلى ترويج أكاذيب مسيئة للهلاليين وتشويه لسمعتهم وتاريخهم الناصع.. السؤال الذي يفرض نفسه لماذا ُسمح لهؤلاء بمسلك هذا الطريق الخطأ والتمادي فيه؟ هل ضعف الإجراءات النظامية التي تحفظ مكانة وكرامة الناس المحترمين لها دور في انتشار وتكاثر هؤلاء؟ أم هو تهاون وطيبة زائدة لدى الهلاليين وكأنهم جدار قصير لكل من هب ودب للتطاول على كيانهم العظيم وشخوصهم المعتبرة ؟.. بصراحة الهلاليون مطالبون بوضع حد لتلك التجاوزات المزعجة للغيورين الهلاليين وعدم الاكتفاء بالنفي الذي هو مبتغى المتطاول بأن يوضع اسمه او وصفه مع اسم الهلال الكبير.

سليمان الجعيلان