|
الجزيرة - الرياض
ضمن فعاليات معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى (كن داعياً) الثالث عشر المقام حالياً في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى محاضرة بعنوان: (فضل إصلاح ذات البين ووجوبه بين المسلمين) ضمن البرنامج الدعوي الرئيس المصاحب لفعاليات المعرض، تحدث فيها عن إصلاح ذات البين، وقال: يختلف الناس في أشياء كثيرة ومع هذا الاختلاف يحصل إشكالات وخصومات ومن أجل هذا أرسل الله الرسل وشرع الشرائع، ثم ذكر الضرورات الخمس الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وتحدث عن كل منها على حدة، موضحاً أن الصلح مرغوب في الشرع، وأنه ينبغي أن يكون الإصلاح لوجه الله تعالى بعيداً عن المصالح.
وأكد فضيلته أن الأجر عظيم للقائمين على الصلح - إن شاء الله تعالى -، فهو يقضي على الخصومات والفرقة، مبيناً أن الصلح منبع للهدوء والطمأنينة والمحبة، وأن الصلح يعمر البيوت ويتفرغ الناس للعبادة والطاعة، كما أن الصلح منهج من الدين، وأمر الله به في كتابه، مستشهداً فضيلته بدراسة أُجريت على أكثر من 400 شخص في دار الملاحظة بالرياض، وظهر أن الخلافات الأسرية هي أساس وقوع الشباب في الانحراف.
وتحدث فضيلته عن أهمية الكتاب النافع في الأسرة بما يحقق صلاح الأسرة، وأن مراحل وعظ الزوجة تبدأ بالوعظ ذاته، ثم الإعراض، ثم الضرب الذي لا يكسر عظماً، ولا يجرح جلداً ويكون شيئاً يسيراً، فإن تعدّل حال الزوجة، وإلا فيبحث عمن له قدرة في الصلح بينهما ويكون عن طريق الأقارب والجيران، مشيراً إلى أنه يشترط في الصلح أن لا يحل حراماً، ولا يحرم حلالاً، فهو وظيفة من وظائف الأنبياء والعلماء، ويُراد به وجه الله - تعالى -، وذكر على هذا الجانب قصصاً من الصحابة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأكد فضيلة الشيخ سعيد بن مسفر أهمية السلام، والابتسامة، وإماطة الأذى عن الطريق محذراً من الشحناء والبغضاء فهي طريق موصل إلى الهلاك، وقال: إن إصلاح ذات البين أفضل من القيام، والصيام، واستشهد على ذلك بأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مورداً فضيلته في محاضرته جواز الكذب لإصلاح ذات البين، وأنه خلاف النميمة، مبيناً أن الشرع رخّص لمن يسعى في الإصلاح بين الناس بالأخذ من الزكاة والصدقة، وحذَّر فضيلته من أولئك الذين يدّعون الفقر، ويطلبون عند أبواب المساجد، فالبعض منهم يتحايلون على الناس ويأخذون المال بالباطل، مشدداً فضيلته على أهمية معرفة فقه الإصلاح، وقال: إن منه النية الصالحة وتجنب الأهواء الشخصية، والبعد عن الظلم، والحيف، وابتغاء وجه الله في الإصلاح، والصبر عليه.
وفي ختام المحاضرة، أثنى فضيلته على هذا المعرض، وطالب أن يكون في جميع المناطق وأن يكون في كل ثلاثة أشهر على أقل تقدير، وأن يتم تطويره وتنويعه، كما أهاب بالإخوة المواطنين أهمية حضور مثل هذه المجالس لما فيها من خير ونعمة.