|
المدينة المنورة - مروان قصاص
توقع عدد من العاملين في تجارة وبيع المواشي بالمدينة المنورة أن تشهد أسعار الماشية ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة المقبلة وخاصة في رمضان المبارك، حيث يتضاعف حجم الاستهلاك مشيرين إلى أن هذه التوقعات تستند إلى حقائق أهمها التلاعب في أسعار الشعير إضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها دول عربية مشهورة في تصدير الأغنام للمملكة.
وتوقع هؤلاء التجار أن يرتفع سعر الأغنام إلى أكثر من 1700 ريال خلال شهر رمضان لقلة المعروض للاستهلاك ومنها النعيمي، وأكد أحد التجار أن الاستيراد من أسواق أخرى سيسهم في الحد من ارتفاع الأسعار.
وأكدت مصادر وزارة التجارة أنها ستكثف نشاطاتها لمراقبة الأسواق للحد من استغلال الفرص ورفع أسعار الماشية. وشهدت أسواق المواشي بالمدينة المنورة ارتفاعا في أسعار الأغنام، حيث سجل سعر النعيمي 1500 ريال، والسواكني 800 ريال للرأس وسط انتشار ملحوظ للمستورد سواء من السودان أو الصومال ورغم أن أسعارها لا تتجاوز 700 ريال، إلا أنها لا تشهد إقبالاً من السعوديين.
وقال شيخ طائفة تجارة الأغنام بالمدينة المنورة سليم الزغيبي في تصريح لـ»الجزيرة»: برغم دخول موسم الصيف الذي يشهد مناسبات عديدة وازدياد الطلب على شراء الأغنام إلا أن هناك شحاً واضحاً في الماشية بسبب قلة العرض لصعوبة الحصول على الشعير بأيّ سعر كان، الأمر الذي أدى إلى ترك الناس لتربية الماشية، حيث أصبح عدد تجار الماشية قليلاً جداً مقارنة بالسنوات الماضية، وصار اعتماد الكثيرين على الأغنام المستوردة من سورية التي تشهد اضطرابات حالياً، حيث تعتبر أحد أبرز المصادر الموردة للنعيمي الذي يرغبه السعوديون أكثر من أي نوع آخر، وذلك بعد قلة توفره في مناطق الشمال لشح الأمطار.
وأشار الزغيبي إلى أن الكمية الموجودة بالسوق من النعيمي لا تتجاوز 350 رأساً فيما كانت تسجل في السنوات الماضية أكثر من 5000 رأس في السوق.
وأوضح أنه تمت زيادة الأسعار من 100 إلى 300 ريال على الأسعار الحالية التي تجاوزت 1200 ريال للرأس لتصبح الزيادة بنسبة 15% تقريباً، واحتمال أن يصل سعر النعيمي إلى 2000 ريال في بداية شهر رمضان إذ لم يتم توفره.
من جانبه أكد محسن الشريف وموسى العمري من تجار الماشية بالمدينة أن سبب ارتفاع أسعار الماشية يعود إلى ندرة الشعير والحصول عليه بسعر تجاوز سعر السوق، إضافة إلى قلة العرض وصعوبة الاستيراد من بعض الدول المجاورة خاصة سورية التي تمثل إحدى الدول المهمة لاستيراد الأغنام.
يذكر أن وزارة المالية أكدت في بيان صدر الاثنين الماضي أنه تم تأمين كميات كافية من الشعير المدعوم من الدولة في الأسواق؛ بزيادة عدد الشاحنات التي توزع الشعير إلى أكثر من 1000 شاحنة يومياً بحمولة تتجاوز 50 ألف كيس زنة خمسين كجم خلال هذا الأسبوع، لسد احتياجات أصحاب الماشية في مناطق المملكة جميعها.
وأفاد مصدر مسؤول بالوزارة إنه ستُخصص كميات إضافية من الشعير لكل منطقة حسب احتياجاتها وحسب معدل الاستهلاك في هذه المناطق؛ بما يضمن التوزيع العادل للحصص ويحقق التوازن بين العرض والطلب. وأشار إلى أنه تم التعاقد لتوريد كميات إضافية تلبي احتياجات المملكة من الشعير للأشهر المقبلة.