أجزم أن هذا الموضوع سيصيب أهداف كثيرة وسيشكك (البعض) أن لنا نية في كشف علاقتهم فيما سنتطرق إليه، ولهذا اطمئن (من سنلامس حقيقتهم ولدينا ما يثبت ويؤكد ما نحن بصدده) أننا لا نسعى للتشهير أو الإساءة ولن نكشف المستور.
الموضوع اليوم (غير مستغرب) وما سنستعرضه أيضاً (عادي جداً) ويحدث في كل الأزمان ولكل الفنانين حتى العالميين منهم لهذا أعتقد أن من نعنيهم سيقبلون به كتلميح وإشارة إلى أنهم محظوظون فجمهورهم التشكيلي (الذي يشكله أصدقاؤهم التشكيليون) يفتقد غالبيتهم ثقافة الاطلاع وما عدا ذلك (فهو جمهور من فئة قليلة من خارج هذا المحيط) لا يمكن الخوف إلا من المثقفين فيه، المطلعين دوماً على جديد الفن ومن مختلف سبل البحث عبر الإنترنت وخلافه، الغير (أغبياء) كما يعتقد أولئك (البعض) ممن وجدوا في اليوتيوب والمواقع التشكيلية العربية والعالمية نوافذ يطلون منها على إبداعات الآخرين فرصة (للنقل المباشر منها) دون أن يضعوا في الاعتبار أن هذه الإطلالة المباحة للنظر والاستفادة محرمة على سرقة أساليب وخبرات فنانين أفنوا أعمارهم في البحث والتجريب، للوصول إلى هذا المستوى، ليأتي من سمح له بتلك الإطلالة والمشاهدة بكل جرأة ليلتقط ذلك الجهد وينسبه لنفسه عبر لوحة أو منحوتة مطابقة للأصل لهذا الفنان أو ذاك عربياً كان أو غربياً.
لكننا نعود لنهون الأمر ونحسن الظن بالقول: إن التأثر إيجابي والتقليد أو النقل سبقهم به الكثير، كما في تاريخ الفن من شواهد ولنا (دارسي الفنون وتاريخها وتقنياتها أكاديمياً) تجربة معه (وأعني تقليد لوحات كبار الفنانين) في عصر النهضة حينما كنا طلبة في معهد التربية الفنية نقدم مشروع تخرج مطالبين به نهاية كل عام دراسي في مجال التصوير والرسم لكسب الخبرات، مع ما أكده (أساتذتنا) بعدم الاستمرار على هذا النهج كون النقل والتقليد دليلاً على خلو وفاض الفنان الذي يتوجب عليه البحث عن حقيقته وشخصيته وخصوصيته التي تشكل عنواناً وماركة مسجلة له مهما تعددت تجاربه وتقنياته عبر العمل المتواصل ليصل إلى ما يرضيه ويحميه من النقد أو كشف حقيقته عند مطابقته أسلوباً معروفاً وتمسك به، قد يتعرض بسببه المساءلة والمطالبة بالحقوق على الأقل الأدبية، فالعالم اليوم أكد المقولة إنه قرية صغيرة.
monif@hotmail.com