أحيانًا قد يجد الكاتب أنه أمام أكثر من موضوع مستحق للطرح ثم يكتشف بعد تفكر وتدبر أنه لا جديد سيضيفه للقارئ الذي ربما ملّ من كثرة تكرار المتشابه إلى درجة الاكتئاب، لذا أعترف أني لا أتذاكى على عقل القارئ الكريم ...
...في هذه السطور ولكن أحاول أن أتجدد بنقاط وفواصل.
- أحياناً تكون الحقيقة مزعجة، فتحتاج في طرحها إلى تغليف جيد وربما فاخر تستخدم فيه كثير من الخامات الثمينة وذات البريق الجاذب لتقول في النهاية: «عفواً أنت مخطئ»
لماذا؟
لأن البعض يعتقد أن الخطأ نقص أو عيب.
أحياناً نلف وندور على المعلوم ونتجه للشمال إذا رغبنا الجنوب والشرق إذا قصدنا الغرب لنعوم فوق المعلوم.
لماذا؟
لأننا لا نحب الغرق.
أحياناً ترغب في الاستماع لأغنية وطنية تشبع حسّك الوطني بعشق الوطن فلا تجد أمامك إلا أغاني وقتية ذات صلاحية محدودة.
لماذا؟
لأن عملية تجديد الحب طغت على الحب نفسه.
أحياناً تصطف بالطابور لمدة طويلة تحت الشمس لمراجعة نافذة موظف، ثم تأتي إحدى بنات حواء من أقصى المدينة إلى النافذة مباشرة دون إحم أو استئذان.
لماذا؟
لأن المرأة في المجتمع الذكوري استثناء.
أحياناً تظن أن مخلفات الصرف الصحي أهم من الثروة النفطية.
لماذا؟
لإن إيرادات (الشفط) المالية فيما يبدو غير قابلة للنضوب.
) أحياناً تقرأ خبرًا في الجريدة اليومية ثم تسمع نفيًا من مسؤول في الحكومة للخبر وتفاجأ بأن الخبر أصبح واقعًا.
لماذا؟
لأن المسؤول لا يحب الفضول.
أحياناً تدهش لوجود بنك للتسليف وآخر لدعم الشباب بالمال (صندوق المئوية) وثالث لتسهيل الإقراض للشباب (كفالة) وكل هذا بهدف حثّهم على العمل والإنتاج، ثم ترى أن نسبة البطالة والفقر تزداد.
لماذا؟
لأن مكرة الدوران لا تعمل أو أن دورة العمل بلا مكرة.
أحياناً تتمنى لو أنك جمل لتتحمل مشقّة الجوع والعطش في السفر بين مدن المملكة.
لماذا؟
لأننا نمتلك شركة للسياحة.
أحياناً تتمنى لو أنك تملك طائرة سمتيه لتخرج من زحام الطريق وتراكم السيارات المكتظة.
لماذا؟
لأننا نمتلك شركة للنقل.
أحياناً وعندما ترى تعمد البعض مخالفة نظام السير وخاصة أمام شرطي السير دون أن ترى ردّة فعل منه، تتمنى لو تحول جهاز السير إلى نادٍ رياضي.
لماذا؟
لأن الأندية الرياضية تطور ركل الكرة بالقدم عبر استقدام الخبراء الأجانب.
أحياناً وعندما تخرج إلى فضاء المدينة التي تسكنها تشعر وكأنك مولود من جديد أو خارج من الحبس إلى الحرية.
لماذا؟
لأن المدن صارت مثل مخازن لتجميع الانفعالات منتهية الصلاحية.
أحياناً تظن أن تراب الخماسين سينقلب إلى عاصفة ثلجية وأن وادي حنيفة سيمتلئ بالماء والسمك وستتحول رمال الدهناء لغابات من الصنوبر.
لماذا؟
لكي تقنع نفسك بشراء أرض.
hassam-alyemni@hotmail.com