إن من أكثر المبادرات الإصلاحية الملكية المشكورة جذباً لأنظار البعض إنشاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد المالي والإداري التي يرأسها وزير متفرغ وتعمل مباشرة مع الملك المفدى لتفادي البيروقراطية وزيادة فاعليتها وأثرها. هيئة عليا ذات حمل كبير وخطير بلا شك تحتاج الى بعض الوقت لكي ترتب أوراقها وتستقطب الموارد البشرية المناسبة وتنظر في رصيد الخبرات والأساليب العالمية في مجال مكافحة الفساد، ولأن بناء هذه الهيئة مرهون بتصور كل العاملين فيها والمهتمين بها لرؤية ورسالة هذه الهيئة وأهدافها الرئيسية والمرحلية فمن المفيد إجراء اجتماعات لما يسمى (العصف الذهني) الذي يهدف إلى إنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء والمقترحات المتعلقة مع الحرص على التدفق الفكري الإبداعي وغير المحدود وإثرائه بإرجاء وتأخير تقييم الأفكار المطروحة إلى وقت آخر والتركيز في هذا العصف الذهني على استدرار وإنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء لاستعمالها لبناء تصور شامل وغني لرؤية ورسالة هذه الهيئة التي يرقبها الكثير بأمل وحذر وتفاؤل .
ولأن الفساد الذي تكافحه الهيئة أمر يهتم به كل المواطنين فدعونا نشارك في هذه المساحة في هذا العصف الذهني بعرض عدد من الأسئلة أو البذور لأفكار هذا العصف بهدف إثرائه والنظر إليه من زاوية المواطن وهو المستفيد الأول والأخير من جهود هذه الهيئة التي ندعو الله الكريم لعونها وتيسير أمرها وجني ثمارها.
من هو المستفيد الرئيس الذي تحميه اللجنة من الفساد المالي والإداري وهل سوف يسمع صوته؟
كيف يساعد المواطن ومؤسسات المجتمع المدني الهيئة العليا لمكافحة الفساد؟
هل سوف تعطى بعض مؤسسات المجتمع المدني الحرية اللازمة لإعانة الهيئة في عملها في حماية المجتمع؟
هل يعد فسادا إعانة الهيئة العليا لمكافحة الفساد؟
ما هو الفساد المالي والإداري؟
هل سوف تحمي الهيئة المتعاونين معها من انتقام بعض المفسدين المبلغ عن فسادهم؟
من يعطي تعريف الفساد المقبول للجميع بلا خلاف ولا خوف؟
من هو المفسد المالي والإداري الذي تتصدى له الهيئة؟
هل يعني التحذير الملكي الشجاع: كائنا من كان» أن عمل الهيئة لا تحده خطوط حمراء وإسقاط الحصانة عن كل المفسدين؟
هل سوف يضطرب تعريف مفهوم الفساد والمفسدين لدى البعض مثل اضطراب مفهوم الإرهاب والمتهمين به؟
هل نحتاج إلى إعادة توعية المواطن بمعنى الفساد لإزالة رواسب الماضي وأوهامه؟
هل سوف يشمل عمل الهيئة مكافحة الفساد السابق لتاريخ إنشائها؟
من سوف يراقب عمل الهيئة العليا لمكافحة الفساد لكي لا تنزلق الهيئة في الفساد مع مرور الوقت؟
ما هي الأساليب الشمولية التي سوف تتبعها الهيئة لمكافحة الفساد المالي والإداري؟
ما هي أهم العوامل اللازمة لنجاح عمل الهيئة؟
كيف تتوخى الهيئة المصداقية حين إعلان نتائجها بعيدا عن التضخيم والمبالغات الإعلامية المعتادة؟
هل تؤدي أعمال الهيئة إلى تعليم وتسويق وتطبيق مبدأ الشفافية في كل الوزارات والأنشطة؟
إذا كان المواطن هو المعني بعمل الهيئة فهل يسمح له بالتعاون مع المؤسسات الدولية لتصنيف المملكة دوليا بصراحة على أساس الشفافية ومستوى الفساد ؟
ما هي معايير قياس أداء الهيئة؟
لنتقي الفشل فلابد من معرفة أسبابه ومعاييره، فما هي مزالق الفشل وأسبابه التي تعرفها الهيئة بوضوح لتجنبها والإنذار المبكر بحدوثها؟
بارك الله في النوايا والجهود وبورك من قال تلك الكلمات المشرقة: (إن أمة تصدح بالحق لا خوف عليها)، ودليل الفعل أبلغ من كل قول، وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إليه لأعدل حساب وأكرم جزاء للمحسنين جعلنا الله منهم ومعهم، آمين.