للفساد رائحةٌ واتجاهٌ
عفنٌ يصيب الخبز رطباً
وفساد يرفع البيضة في إناء الواسطة
وآخر يتاجر به باعة الفاكهة لترويج التخمّر.
أما فساد الذائقة فحصريّاً لـ»مردوخ»..
الذي جعل الأغنيّات عرضاً ميتاً لعري الروح.
وفساد الأنظمة يؤلب التقنية للتنادي
لتصبح التغريدة بلا صوت توقظ سبات الناس
وفساد مالي وإداري له عندنا رائحة العطر الباريسي واحتراق البخور
له في البرّ «جنيّة»
وفي البحر «سكنيّة»
وفي فضاء الله إذاعة وحديث
له إطراقة المظلوم في إسوارة الحديد
له في عروق المال عمرٌ مديدٌ.
لفساد السادة الأبرياء
شرعنةُ الصفات
له يدٌ رطوبة راحتها
تغري بموسم الرطب
له في بطون النساء كذب الحمل
له «اليأس» في عيون الصغار
له التجاهل والجهل وهذا المرض..
له التناقض والاختلال، والشحُّ
واختصار الموت
وانطفاء البريق..
له في كلِّ زاويةٍ «معلمٌ وطريقٌ»..
ولنا جدارٌ من الصدق
لنا عينٌ «تشوف»..
نرى بقصدٍ
ونسمع.. ونتكلم..
لنا أن نتألم
لنا إزاحة الفهم عن فُرجة القرود..
لنا وطنٌ كاملٌ من الحدِّ إلى الحدود..
فكيف نقتل مرةً أخرى؛
وبقصدٍ.. وصايا الجدود..
***
بالذي يسرق روحي
... وعندما صَحَوْتُ
وجدّتُك ترعين قطيعاً من الغزلان
تشبهُ النَّوتة مِشْيَتها
تلعثمت خُطاي بين مغاليق البلاد
فأنقذتني نغمة المسك..
صحبتني حيث يكون اللحن مكتملاً
والارتجال عزفاً منفرداً..
فاجّلت الحلم
نمت على كتف الأغنية
على كتفك...
أيقظتني «أنَّةٌ» في البال..
فاكتشفت حزني
عدت لأغفو كي أحلم بك
صاح.. بي تاجر الأثاث القديم: بكم؟
قلت: بالذي يسرق روحي..
قال: يعني كم؟
قلت: ما يكفي لتشفى الغزالة
قال: إذن امسك الرسن
غاب ثلاثاً.. وعاد ليقبض الثمن:
- أثاث بيتي...
صحن أطفالي...
كتبي المشتهاة...
وسجادة الصلاة -
تفاصيل مبهمةٌ...
في وحدةٍ مبهمةٍ...
في أرضٍ غير مبهمةٍ
تسمى (......).