بعد تكاثر كوارث المحطات النووية، يتجه العالم إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة التي يفضل تسميتها بالطاقة المتجددة ذلك لأن هذه الطاقة تنتج من الطبيعة ولا تصنع فلا تضر البيئة ولا تنفد، كالطاقة المولدة من الرياح أو تلك التي تنتج من المياه أو تخزين الطاقة الشمسية.

ونحن هنا في المملكة العربية السعودية التي أكرمنا الله بوجود النفط فيها وبكميات تجارية كبيرة، إلا أن ذلك مصيره إلى النفاد، نمتلك مخزوناً كبيراً من الطاقة المتجددة نستطيع أن نصبح الرواد في تصنيع هذه الطاقة التي يتجه إليها العالم إن أحسنا الاستثمار في هذا القطاع المهم وأحسنا التعامل مع المنتج. فالمملكة العربية السعودية تتمتع بمساحة شاسعة تسطع عليها الشمس بمعدلات زمنية طويلة ولهذا فإنه كلما أسرعنا في استثمار هذه الثروة التي لا يمكن أن تنضب، حققنا تقدماً في توفير الطاقة النظيفة المتجددة التي تخدم برامج التنمية وبتكاليف أقل مما ترصد لإنشاء المحطات النووية، إذ إن إقامة محطات للطاقة الشمسية وفي مختلف أرجاء المملكة سيمكن البلاد من إنتاج طاقة هائلة يمكن أن تستغل في إنتاج وإقامة محطات تحلية المياه المالحة، وبما أن المملكة يحيط بها بحران، البحر الأحمر والخليج العربي، فإن نشر محطات لتحلية مياه البحر على طول السواحل باستعمال الطاقة الشمسية سيمد المملكة بكميات وافرة من المياه المحلاة تجعلنا نتجاوز «الفقر المائي» الذي نعاني منه وبتكاليف أقل مما هو عليه الآن، كما أن هذه المحطات ستنتج طاقة كهربائية رخيصة الثمن.

ثلاث إضافات تنموية وبناء ثروات لا تنفد من الطاقة والمياه والحفاظ على البيئة لا تحتاج سوى إلى وضع الدراسات والبدء في التنفيذ للاستفادة من الطاقة الشمسية التي منحنا الله لها من خلال شمس ساطعة طوال العام. وباعتقادي أننا تأخرنا كثيراً في استثمار هذه الثروة بعد أن اعتمدنا كثيراً على وجود البترول الذي لا بد وأن يأتي اليوم الذي سينفد فيه، كما أن البدء في استثمار الطاقة الشمسية وإجراء الدراسات وبناء المحطات سيوفر لنا المياه والكهرباء ويجعلنا بلداً مصدراً للطاقة النظيفة.. الطاقة المتجددة.. الطاقة الشمسية.