صورة مشرقة من العطاء، نسجتها جهود مضنية خلال عشر سنوات مضت، أسهمت في بناء جيل واعد جديد -إن شاء الله-. وعطاء بلا حدود، شكَّل مشاهد رائعة من التلاحم، والوفاء -بفضل الله-، ثم بعطائكم النابع من إيمانكم، فدعم هذه المسيرة أجرها الجنة -بإذن الله-؛ ليكون شعار جمعية إنسان، الذي ارتسمته لنفسها غاية، تسعى لها بعد رضا الله. تمكنت جمعية «إنسان» بعد مرور عشر ..
سنوات، على تأسيس هذا الكيان الخيري، من إحداث نقلة نوعية في مجال تقديم الخدمات الإنسانية للأبناء الأيتام، وأسرهم، بطريقة تحفظ لهم كرامتهم. وتفتح بابا واسعا، في تقديم عمل خيري منظم. فهؤلاء الأيتام هم أحق الناس بالرحمة، والرأفة، والشفقة عليهم، -ولاسيما- وأن لديننا الريادة، والسبق في العناية بالأيتام، والاهتمام بهم.
الرؤية العلمية التي حدثني عنها مدير عام الجمعية -الأستاذ- صالح اليوسف، وهي التي تسير عليها جمعية «إنسان»، تهدف إلى إثراء الساحة العلمية، والعملية في مجال رعاية الأيتام، -إضافة- إلى تبادل الخبرات، والتجارب بين الجهات المتخصصة داخل المملكة العربية السعودية، والمساهمة في تنسيق الجهود، وتطوير الخدمات المقدمة للأيتام. كما تحقق لهذه الفئة الكريمة الاستقرار الاجتماعي، والاقتصادي، من خلال رعاية تطلعاتهم، وتأكيد حقهم في مستقبل مشرق، ضمن رعاية مادية، ورعاية إيمانية. فهم بحاجة إلى يد حانية، تكفكف أحزانه. وبيئة صالحة ترعاه؛ ليحيا حياة كريمة، تحفظه من مزالق الرذيلة، والبؤس، والشقاء.
مع الأسف، لا يزال نشاط جمعية «إنسان»، أقل من الطموحات التي يسعى لها القائمون على العمل في الميدان؛ لتعريف الآخرين بها. وهنا يأتي دور وسائل الإعلام بمختلف صورها، في بناء الصورة الذهنية لنشاط الجمعية، عن طريق تنوع إستراتيجيات الصورة، بدءاً من إستراتيجية الصورة الداخلية، وكذا الخارجية، ومروراً بصورتها لدى الداعمين، والمستفيدين، وانتهاءً بإستراتيجيتها بإدارة القضايا، والعلاقات الاجتماعية، ومثلها الإعلامية، إضافة إلى إستراتيجية التطوير المهني؛ لتمليك الرأي العام الحقائق، والإنجازات، التي تحققها الجمعية.
من أكبر التحديات التي تواجه المشاريع الخيرية، وربما تجد نفسها خارج الساحة على المدى القصير، هو غياب الهيكل التنظيمي، والمشتمل على اللوائح الداخلية، والذي ينتج عنه غالبا، عدم التوازن بين التنظيم الرسمي بضوابطه، والتنظيم غير الرسمي بمرونته. وتجاوز هذه الإشكالية، كان من أهم الأسباب الرئيسة في استمرار جمعية إنسان، والتي تبنت إستراتيجيات حديثة، وعصرية؛ للتعامل مع المتغيرات التي تواجهها على أرض الواقع، وتحقيق رسالتها الإنسانية، والتي تعتبر -بلا شك- أساس الاستمرار، والعطاء بأقصى طاقاتها، وذلك في إطار مناخ فاعل بين أطراف المجتمع ذات العلاقة.
وبمزيد من التفصيل، فإن التركيز على النشاط التنظيمي لجمعية إنسان، والمساهمة في تقديم خدماتها، لتلك الفئة الغالية على قلوبنا، حيث دورها الاجتماعي يستدعي تجسيد التواصل، والتعاون، والتنسيق معها؛ لمواجهة العقبات التي تعترضها، وحشد الطاقات، والعطاء الإنساني؛ للسير بها نحو الريادة، والنماء، -وبالتالي- التأكيد على جعل العمل الخيري، جزء من التكوين الثقافي للمجتمع.
للحديث صلة، عن ضرورة العمل على وضع السياسات العامة لرعاية الأطفال الأيتام، ومن في حكمهم، والفئات الاجتماعية ذات الظروف الخاصة من مجهولي الأبوين، وشمولهم بالرعاية، والتربية، والإصلاح، وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، بأساليب علمية حديثة -من خلال- الدور، والمؤسسات الإيوائية، أو متابعة رعايتهم داخل الأسر الحاضنة، أو الصديقة، والذي يُعتبر جزءاً من إستراتيجية حماية الأيتام فكرياً، ونفسياً.
إن تقديم رسائل الشكر، والتقدير بالكلام المقروء، والمكتوب لكل من أبدع، وسعى، واستجاب. والتضرع بالدعاء للقائمين على جمعية «إنسان»، وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارة الجمعية -الأمير- سلمان بن عبد العزيز، صاحب اليد الطولى في تصعيد العمل الخيري النوعي إلى هذه المستويات غير المسبوقة، فبصماته واضحة، وأثره فاعل في هذا الإنجاز. وأثني بالدعاء لفريق العمل الواحد في الجمعية، الذين يسيرون وفق مشروع خطط إستراتيجية، تعد مؤشراً واضحاً على الإنجازات الفاعلة على أرض الواقع، التي تأتي في إطار الخطة التوسعية الطموحة للجمعية.
drsasq@gmail.com