في أواخر الثمانينيات برزت أسماء مضيئة وأبحرت خارج يُباب النمطية، اختزلت هذه الأسماء إبداعات الشعراء علي محمود طه، والفيتوري، ونزار قباني، وبدر شاكر السياب، وأدونيس، وأضفت تجارب بعض الروائيين بردائها على حيِّز من تجارب هؤلاء الشعراء الشباب حينذاك مثل جبرا إبراهيم جبرا، ويوسف ادريس و القصيمي وغيرهم، ولم يكن مرحّباً بأصحاب هذه الأسماء من خلال فكر شعرهم في تلك الحقبة و واجهوا ما واجهوه من تعنّت في فهم آماد ما في جعبتهم من إبداع بل وحوربوا بالاسم في أكثر من مطبوعة.. (ودارت الأيام)..!! وأصبح من عاداهم بقدرة قادر صديقهم لينطبق عليهم مصطلح الإعلامي الكويتي أحمد الجارالله (الأعدقاء)!!
كل ذلك جرى لسبب رئيس وهو محدودية وتواضع سقف النقد في الساحة الشعبية في تلك الآونة التي سادت فيها النظرة الانطباعية المحدودة والذاتية في كل شيء حتى أصبح المنطق الساذج (إن لم تكن معي فأنت ضدي) هو عنوان مداد أكثر الأقلام في الساحة الشعبية، وظُلم من ظُلم وأُقصي من أُقصي وهُمِّش من هُمِّش، وفي المقابل قُدِّم من لا يستحق من آخر القائمة الإبداعية ووضع في الصف الأمامي الفضفاض على مستوى إبداعه غير المتحقق الوجود، كل هذا كان له تأثير على أسماء اختفت لأنها أكبر من مهازل تمرحل الوعي البطيء في الساحة الشعبية، وفي المقابل هناك أسماء واصلت مشوارها وبتحدٍّ وثقة في النفس وإبداع أصحاب هذه الأسماء هو اليوم الذي يطرِّز سماء الساحة بنجوم المبدعين الحقيقيين بعد أن تساقطت أوراق خريف ما كان لها لتصمد أمام شمس الوعي والحقيقة، وكما يقول المثل: (الماضي مضى هيهات أن يعود) Let bygones be bygones
وقفة:
الزين مثل الحياء متبوع
لو ماتلا الناس يتلونه
والشين مثل المحل مقطوع
يمشون لين ايتعدونه
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com