من حسنات الربيع العربي، أن جعل كثيراً من الأسرار تظهر، وأن من كانوا في مواقع السلطة التي تتيح لهم معرفة ما يجري، تحرروا من الخوف، فأخذوا يتكلمون عمَّا يفعله من ابتليت الشعوب العربية بقياداتهم، والذين لم يتسببوا في حرمان الدول العربية من أي تقدم حضاري أو تنموي فحسب، بل تسببوا في تخلفها وإعادتها للوراء عقوداً من الزمن إن لم تكن قروناً، تكشفه الحالة المزرية التي ظهرت عليها مثل ليبيا كنموذج فضحته ثورة الشباب التي دفعت الكثير من أركان حكمه الذين فروا وتخلصوا من قبضة من كان يحكم ليبيا.
والحديث عن الممارسات والأفعال الشاذة التي كان البعض يتهامس بها وتؤكد عدم صلاحية حاكم ليبيا آنذاك، إلا أن الترفع وعدم الدخول في مهاترات مع شخص لا يتوانى في النزول إلى أدنى درجات التخاطب جعل الكثيرين من تجنبه رغم الإساءة التي تصدر منه.
الآن يتجه الليبيون إلى التخلص نهائياً من هذا (القائد) الذي يجيد قيادة تعذيب شعبه، وثورة الشعب الليبي أتاحت للمجتمع الدولي أن يلفظ هذا الشخص بعد أن عرف الكثير من أفعاله التي لا يتصورها إنسان أنها تصدر عن شخص مسؤول يزعم أنه قائد لأمة، بل ملك لملوك قارة كاملة.
ثورات الربيع العربي عرَّت الكثير من الأشخاص الذين استطاعوا تزييف الواقع وإخفاء الكثير من النواقص التي كانت متجذرة في كوامن نفوسهم الضعيفة، انعكست أداءً انتقامياً طالت الشرائح الكبيرة من شعوبهم، فكانت هذه الشعوب هي الأكثر استفادة بعد التخلص منهم.